تستمر فرقة «مسرح الحال"» المغربية، برئاسة الفنان عبد الكبير الركاكنة، في تعميق تجربتها الفنية بعد مسار مسرحي طويل امتد أكثر من عقدين من الزمن، منذ تأسيس الفرقة سنة 1991 بمعية فنانين انطلقوا من حضن هذه الفرقة ثم طوروا تجاربهم الفنية إلى أن أصبحوا نجوما كبارا، من أمثال هؤلاء رشيد الوالي، محمد خيي، محمد بسطاوي، منى فتو، عبد الكبير الركاكنة، وآخرين، قبل أن تتفرع المجموعة ويختار كل فرد منها مسارا فنيا متفردا خاصا به.دشنت، مؤخرا، فرقة «مسرح الحال» المغربية الموسم الثقافي والفني الجاري بعرض مسرحي جديد، يحمل عنوان «الجدبة»، وهو العمل الذي تطمح الفرقة أن يرتقي بها من شكل فني إلى آخر مغاير، وبالمحصلة الانتقال من مسرح الفودفيل إلى مسرح جماهيري أكثر انفتاحا وقربا من العموم. تراهن فرقة «مسرح الحال» عبر عرضها المسرحي الجديد «الجدبة» على ولوج مواضيع اجتماعية متنوعة، منها ما هو مرتبط بالأسرة ومنها ما هو مرتبط بالشباب والمرأة وقضايا المواطن اليومية وغيرها.. العرض المسرحي الجديد «الجدبة» من تأليف عبد الإلاه بنهدار، سينوغرافيا محمد شريفي، فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة، تشخيص نخبة من الفنانين المسرحين المرموقين: كنزة فريدو، أحمد بورقاب، عزيز الخلوفي، هند ظافر، وعبد الكبير الركاكنة، موسيقى عدنان السفياني. تحكي قصة مسرحية «الجدبة» أحداثا يتداخل فيها السياسي والإجتماعي وحب المال والسلطة، تحاول فيه شخصية زهير - الملقبة بزوزو - المحافظة على وضع اجتماعي بشتى الطرق، وهي السيدة التي حولت من زوجها الطاهر إلى شخصية سياسية كبيرة رغم ضعفه الملحوظ في جميع المجالات. وحين تظهر شخصية الأستاذ ميمون الذي يرغب في خطبة ابنتها تنقلب حياة زهيرو ومن معها كما تنقلب أحداث المسرحية. يختار المخرج عبد الكبير الركاكنة هذه المرة الغوص في بعض تفاصيل الحياة الإجتماعية، ويزاوج بين أسلوب الكوميدايا والدراما لجلب المشاهد بقوة، هذا الأخير الذي يعتبره أساسيا في فرجة تنحو نحو الإنفتاح أكثر على جميع الفئات الإجتماعية والعمرية والثقافية المختلفة. وفي تصريح للفنان عبد الكبير الركاكنة خص به الجريدة، أكد الفنان أنه حان الوقت لأن يدق الفنان بقوة باب شباك التذاكر، بعيدا عن طرق أبواب الوساطة التجارية في المسرح، فوجب حاليا على الجميع ولوج باب شباك التذاكر، حتى نعطي الدروس بالقول أن الفنان قادر أن يعيش من فنه عبر أعمال مسرحية حقيقية تقترب أكثر من الحياة المواطنين وعموم الشعب. واعتبر الفنان عبد الكبير الركاكنة أن الجمهور والمؤسسات التي ستحج من أجل مشاهدة العرض ستتفاجِيء بالمستوى الفني وبمستوى الكتابة الدرامية في مسرحية «الجدبة»، الذي جمعت بين فنانين ومحترفين كبار مغاربة، منهم الكاتب عبد الإله بنهدار والسينوغرافي محمد شريفي الذي برع في التأليف بين الأضواء والديكور والإكسوسوارات والألوان الجميلة المعبرة. مرة أخرى، يختار الفنان عبد الركاكنة المغامرة عبر ولوج بوابة جديدة من العمل الفني، بحرصه على الانتقال من تجربة المسرح الفكري والمسرح التجريبي إلى مسرح الطفل ثم اليوم مع المسرح الإجتماعي.