أكدت مصادر عليمة ل»الاتحاد الاشتراكي»، أن شرطة ميدلت تمكنت من تفكيك عصابة متخصصة في سرقة المساجد على المستويين الإقليمي والجهوي، والتي استطاعت «تدويخ» الأجهزة الأمنية لمدة طويلة، وكل المؤشرات دلت على أن الواقفين وراء العمليات المنفذة هم عصابة محترفة ومتخصصة، والتي امتدت عملياتها إلى حوالي عشرين مسجدا بكل من ميدلت وأغبالو وبومية وآيت مولي والقباب وآزرو، وتجري التحقيقات في ما إذا كانت نفس العصابة هي الواقفة وراء سرقة مساجد بالريش ومراكش، حسب مصادرنا، حيث نجحت العصابة المفككة في السطو على عدة زرابي وتلفزات وأجهزة إلكترونية وصناديق مخصصة لتبرعات المصلين والمحسنين وغيرها. عمليات إقليم ميدلت، وضغوط غضب الشارع المحلي، خلفت حالة استنفار في صفوف الأجهزة الأمنية، وكان طبيعيا أن ترتفع درجة الاستنفار وقت تعرض مسجد ميملال وبحي «تداوت للسرقة، إذ باشرت هذه الأجهزة تحرياتها في كل الاتجاهات بهدف الوصول إلى بصيص قد يقودها إلى فك اللغز، حيث لم يفت الشرطة القضائية أخذ بعض المعلومات الواردة عليها بعين الاعتبار، ومن ذلك حكاية بعض الزرابي التي بيعت بسوق معروف بميدلت، ما حمل أعين الشرطة إلى تكثيف إجراءات الترصد والتحري، قبل الاستماع لتاجر في الزرابي الذي كان بمثابة «رأس الخيط» الذي قاد إلى هوية أفراد العصابة، حيث شرعت الشرطة في البحث عن متزعم هذه العصابة، وفور توصل الشرطة إلى ما يؤكد تواجده لحظتها بأغبالو نكردوس، تزامنت المعلومة مع ما يفيد أن مسجدا بهذه المنطقة تعرض للسرقة. ومن خلال كمين محكم، تمكنت شرطة ميدلت، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» من وضع يدها على رأس العصابة، قبل اقتناصها لعنصر ثان كان في طريقه لزيارة والدته، وثالثهما تاجر في الزرابي والمسروقات، وفي هذا الصدد كشفت «إعادة تمثيل الجريمة» عن أساليب ومخططات العصابة التي كانت تختلط مع المصلين لتقوم بالتخطيط للعملية، ومن ذلك مثلا اختباء عنصر منها داخل مرحاض أو بالسطح أو خلف باب من الأبواب في انتظار خلو المكان لتنفيذ عملية السرقة بدقة واحترافية، وبعدها تتوجه العصابة إلى أقرب حافلة لنقل المسروقات وبيعها بأي سوق من الأسواق اليومية والأسبوعية، على مستوى الإقليم أو خارجه. وبعد الاستماع للمتهمين، تمت إحالتهم على جنائية مكناس لتقول العدالة كلمتها في حقهم.