أحالت عناصر الشرطة القضائية بأمن عين الشق بالدار البيضاء أول أمس الأربعاء على النيابة العامة، شخصا لمتابعته بتهم «الضرب والجرح البليغ بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلى الموت، العصيان والضرب والجرح في حق موظفي الشرطة أثناء وبسبب مزاولتهم لمهامهم، الضرب والجرح، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير». وتعود تفاصيل الواقعة إلى توصل المصالح الأمنية بخبر يفيد بوجود جثة رجل بالحديقة المتاخمة لملتقى شارعي أمكالا ومحمد السادس، التي بانتقالها إلى عين المكان تبين لها أن الأمر يتعلق بجثة رجل يحمل آثار جرح دام على مستوى مؤخرة رأسه، متكئ على شجرة بالحديقة مفارقا الحياة، ولم يتم العثور بحوزته على أية وثيقة تعريفية تخصه لتبقى الجثة لشخص مجهول الهوية. ومن خلال التحريات تم ربط الاتصال بالحارس الليلي العامل بعين المكان، الذي أفاد بأنه لم يعاين أي شجار أو عملية اعتداء على الشخص المتوفى، مضيفا بأنه لحدود الساعة السادسة صباحا من نفس اليوم لم يلاحظ أي شيء يستحق الذكر. ومتابعة لبحثها، اهتدت العناصر الأمنية لشخص يستفسر عن شقيقه تعرض للضرب والجرح، فتم اصطحابه إلى مستودع الأموات حيث تعرف على الجثة مفيدا بكون الامر يتعلق بشقيقه الذي يبلغ من العمر 44 سنة ويقطن بإحدى الغرف بحي الأسرة، فتم الانتقال إلى العنوان المذكور وتم الوصول إلى مسكن الهالك والاتصال بمالكه، هذا الأخير صرّح بأنه يكتري مجموعة من الغرف بقبو مسكنه لبعض الأشخاص من العزاب، وأنه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل قدم أحدهم وشرع في الصراخ ورشق المسكن بالحجارة، وهو ما صرح به أربعة أشخاص يقطنون بنفس القبو، مضيفين بأن المعني بالأمر يكتري غرفة بنفس القبو قدم في ساعة متأخرة من الليل وأحدث فوضى عارمة فقام بتكسير بعض أبواب الغرف وبعثرة محتواها وطرد ساكنتها، كما قام برشق منزل المكتري وتعريض الهالك إلى الاعتداء بواسطة قنينة أصابه بها على مستوى رأسه. هذه المعطيات دفعت المصالح الامنية إلى تحديد هوية المعني بالأمر الذي تبين أنه يعمل «كورتيا» بمحطة الحافلات المتواجدة بشارع محمد السادس، وهو معروف لدى مصالح الشرطة بسوابقه العدلية وسلوكه العنيف، حيث تم الانتقال إلى مقر سكنه المتواجد بحي الشباب بعين الشق، وهناك ولجت العناصر الأمنية المسكن قصد إلقاء القبض عليه، إلا أنها ووجهت بعصيان قوي ومواجهة عنيفة من طرف الجاني وشقيقه اللذين كانا يهددان العناصر بواسطة مدية من الحجم الكبير، لكنها تمكنت بعد مجهودات من السيطرة على الجاني وتم تصفيده، فيما تمكن شقيقه من الفرار، حيث أصيب خلال هذا التدخل عنصران أمنيان بجروح متفاوتة الخطورة. وخلال البحث مع الموقوف اعترف بشكل تلقائي أنه بالفعل عرض الهالك للضرب والجرح بواسطة قنينة أصابه بها على مستوى رأسه بعد أن امتنع هذا الأخير عن مده بمفتاح باب القبو للولوج إليه، ومن ثم عمد إلى إحداث فوضى عارمة بداخل القبو وتعريض بعض المكترين للضرب والجرح.