يحمل اسماعيل فروخي في اول فيلم سينمائي يصور في مكةالمكرمة «الرحلة الكبرى» الذي يبدأ عرضه خلال الاسبوع الجاري في فرنسا، المشاهد الى المدينة المقدسة من خلال قصة شاب عصري يرغم على مرافقة والده التقليدي الى الحج. وقد حصل المخرج السينمائي الفرنسي المولود في المغرب على جائزة «اسد المستقبل» في مهرجان البندقية السينمائي، المخصصة لاول عمل. ويصور فروخي رحلة طويلة بدأت من مدينة ايكس ان-بروفانس الفرنسية وانتهت في السعودية، مرورا بسلوفينيا وكرواتيا وصربيا وبلغاريا وتركيا. وقال اسماعيل فروخي «لم اتصور يوما انني ساذهب الى مكة. ولم يخطر ببالي يوما ان اقوم بالتصوير وسط مليونين من الحجاج. لم نواجه اي مشكلة معهم لكن مع السلطات كان الامر معقدا جدا على الرغم من الموافقات التي حصلنا عليها في باريس». وقبل ايام من حصوله على البكالوريا، يجبر رضا ابن الاسرة المغربية المهاجرة، بسترته المصنوعة من الجلد وسروال الجينز، لمرافقة والده المسن، المتصلب والتقليدي، في رحلة الى مكةالمكرمة. وأوضح فروخي «هناك رحلة داخلية واخرى خارجية». واضاف ان «الرحلة الخارجية تدفع قدما بالرحلة الداخلية. وفي النهاية كان كل منهما قد قام بخطوة»، مؤكدا ان «كل العلاقة مع الاب تستند الى السيرة الذاتية» للمخرج. وتابع «ما أردت التعبير عنه يشعر به معظم الشبان المولودين في بلاد الهجرة وحتى الشبان بشكل عام. الجميع يمكنهم ان يجدوا شيئا ما منهم» في الفيلم. وفي هذا الفيلم الذي يطغى عليه جو عائلي وروحاني، اراد المخرج ان يعطي صورة اخرى لجالية مسلمة «متسامحة ومسالمة». وقال «يسمحون لثلاثة بالمئة من المسلمين فقط بالتعبير عن آرائهم في كل وسائل الاعلام». واضاف «»اريد ان اتحدث عن ال97 % الآخرين من المسلمين الذين يشعرون انهم مكروهون ويلجأون للانطواء على انفسهم». وقد بدأ فروخي كتابة «الرحلة الكبرى» منذ خمس سنوات. وقال ان «الموضوع كان يثير الخوف ومليء بالافخاخ». وفي نهاية الامر، قرر امبير بالسان المجازفة. وبالسان قام بانتاج عدة افلام من بينها افلام للمصريين يوسف شاهين ويسري نصر الله والفلسطيني ايليا سليمان واللبنانية رندة الشهال صباغ. وفروخي الذي يبلغ من العمر 42 عاما ونشأ في منطقة الدروم جنوب شرق فرنسا. وقد ساهم في كتابة سيناريوهات عدة افلام قبل ان يعمل مع شبكة التلفزيون الالمانية الفرنسية «ارتي». وسيعرض «الرحلة الكبرى» الذي قدم في مهرجان تورونتو السينمائي، في المانيا وايطاليا وبلجيكا والنمسا وسنغافورة والولايات المتحدة.