منذ العشرين من شتنبر 2012 وشيمون بيريز يقبع داخل زنزانة بأحد مراكز الاعتقال بباريس، بعد أن تم توقيفه من قبل شرطة الحدود الفرنسية بمطار «رواسي» بالضاحية الباريسية، قادما من تل أبيب. وكان قاضي التحقيق الفرنسي بودوان توفينو، قد أصدر مذكرة بحث دولية في حق بيريز، للاشتباه في تورطه في تدبير شبكة دولية لتبييض الأموال والمتاجرة في المخدرات، تمتد خيوطها من فرنسا والمغرب مرورا بسويسرا. وذكرت تقارير فرنسية أن توقيف بيريز (47 سنة)، تم فور نزوله من الطائرة، نتيجة لعملية رصد وتتبع أشرفت عليها السلطات الأمنية الفرنسية لهذا اليهودي الفرنسي المنحدر من أصول مغربية. وكانت التحقيقات التي باشرتها كل من المصالح الأمنية الفرنسية والسويسرية قد كشفت شهر أبريل الماضي أن أسرة مغربية من أصل يهودي تتكون من ثلاثة أشقاء يحملون جوازات سفر سويسرية وفرنسية، كانت العقل المدبر لعملية تهريب حوالي ثمانية أطنان وتبييض الأموال في سويسرا وتحويلها الى عقارات يستفيد منها تجار المخدرات زبناء الأسرة. وأوضحت تقارير إعلامية أن الأمر يتعلق بأسرة مردوخ المغربية من أصل يهودي، التي تمكنت من توزيع الأدوار في ما بين الاشقاء الثلاثة من أجل التحكم في دواليب عمليتها، بدءا من استيراد الحشيش، بيعه، تحصيل الأموال، ورسم مسارها من خلال ناقلي حقائب لتبييضها. وقد مكنت التحقيقات الميدانية التي باشرتها السلطات الامنية الفرنسية منذ فبراير الماضي، في إطار عملية «فيروس»، من إماطة اللثام عن شبكة تضم وجوها جد مهمة من المجتمع الفرنسي من بينهم محامون، مديرو مؤسسات بنكية، مهندسون معماريون، ورجال اقتصاد، ونائبة العمدة بالمقاطعة الباريسية الثالثة عشرة.