على بعد نصف ساعة من حلول السنة الميلادية الجديدة ، اهتز حي القصبة بمدينة تطوان على دوي إطلاق الرصاص الحي ، مما جعل الحي يعج بعدد كبير من المتطفلين والباحثين عن تكسير روتين الحياة اليومية بأحد أهم الأحياء الهامشية بتطوان . كما تحول حي القصبة إلى قبلة لعدد من التشكيلات الأمنية والاستخباراتية ، من أعلى المستويات بولاية الأمن بتطوان ، فكان في مقدمة الحاضرين والي الأمن الذي غادر مكتبه على الفور وهو في غمرة تتبع الإجراءات الأمنية المصاحبة للاحتفالات برأس السنة. فقد عاش حي القصبة أحداثا هوليودية لم تعهدها المدينة من قبل ، حيث اضطرت دورية أمنية تابعة لفرقة الصقور التي تستعمل الدراجات النارية ، والتي لبت نداء قاعة المواصلات بولاية أمن تطوان لأجل التدخل وإيقاف عصابة إجرامية بالحي المذكور، بعد توصل هاته الأخيرة بطلب النجدة من أحد المواطنين الذين تعرضوا للسرقة والاعتداء عليه، حيث فور وصولها إلى الحي وجدت ثلاثة مشتبه فيهم في حالة سكر طافح، أحدهم يحمل سلاحا أبيض، يعترضون المارة ويسلبونهم كل ما في حوزتهم، وبعد محاولة العناصر الأمنية إقناع العصابة الإجرامية بتسليم أنفسهم ، بادر زعيمهم الملقب بالبقرة الى الهجوم على عناصر الأمن ليستل أحدهم سلاحه الناري لأجل الدفاع عن النفس وكذا تهديد العناصر الإجرامية لأجل التوقف وتسليم نفسها ، غير أن الحالة التي كانت عليها العصابة اضطرت العنصر الأمني إلى إطلاق رصاصة في الهواء الطلق لأجل إخافة العصابة ، غير أن زعيم العصابة ثار في وجه العناصر الأمنية وحاول الاعتداء عليها مما اضطره إلى التصويب نحو ساقيه ، التي أصاب إحداها ، لتتيقن العصابة أن الأمور دخلت مرحلة الجد ، وليقوم باقي أفراد العصابة بإطلاق سيقانهم للريح والفرار نحو وجهة غير معلومة . ورغم إصابة البقرة في ساقه حاول المقاومة وعربد وأزبد ،غير أن الألم وعدم القدرة على الحركة ساعد الدورية على شل حركته وحجز السلاح الأبيض الذي كان يهدد به المارة، ليتم نقله إلى المستشفى المدني سانية الرمل بتطوان قصد تقديم الإسعافات والعلاج ، حيث لايزال يرقد هناك ، تحت حراسة مشددة. وحسب مصدر أمني، فإن الشخص الموقوف الملقب ب» البقرة» حديث العهد بمعانقته الحرية بعد أن قضى عقوبة حبسية مدتها عشر سنوات بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت ، ومباشرة بعد مغادرته المؤسسة السجنية عاد إلى نشاطه الإجرامي ليتم تحرير في حقه ثلاث مذكرات بحث واعتقال بتهم الاتجار في المخدرات والسرقة والتهديد بالسلاح الأبيض وتشكيل عصابة إجرامية.