أطلق الجيش البريطاني قمرا صناعيا جديدا ذا تقنيات عالية للاتصالات في مداره الفلكي،حيث أرسلت منصة «سكاي نيت-5 دي»، التي تزن خمسة أطنان، على متن صاروخ من نوع آريان أطلق من ميناء كورو الفضائي بمنطقة غويانا الفرنسية. وأرسلت هذه المنصة لاستكمال ثلاث منصات أخرى تعمل حاليا، ومن شأنها أن تمكّن القوات البريطانية من البقاء متصلة بكل مناطق الكرة الأرضية تقريبا. ويعتبر نظام سكاي نيت، الذي يضم أجهزة الراديو الموجودة على سطح السفن والمركبات ويستخدمها الجنود، هو أكبر مشاريع الفضاء لبريطانيا. وتقدر تكلفة المشروع بما يصل إلى 3.6 مليار جنيه استرليني على مدار 20 عاما، وتديره شركة آستريوم التجارية، وهي كبرى الشركات الفضائية في أوروبا، ضمن مبادرة مالية خاصة مع وزارة الدفاع البريطانية. وتقوم القوات البريطانية بدفع مقابل خدمة سنوية تحصل من خلالها على نطاق ترددي مؤمَّن به سعة احتياطية، ثم يجري بيعه «لقوات صديقة»، من بينها «عملاء من طرف ثالث» كقوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. وقد أطلق صاروخ آريان بعد سبع وعشرين دقيقة من انطلاقه، القمر الصناعي «سكاي نيت ? 5 دي» فوق الساحل الشرقي من القارة الإفريقية. ويعتمد «5 دي» الآن على نظام الدفع الخاص به حتى يتحرك في نطاق موقعه الثابت بالنسبة للأرض من ارتفاع يبلغ قدره 36 ألف كيلو متر. وسيكون موقعه التالي في أوائل العام القادم على بعد 53 درجة شرق موقعه الحالي. وقد أطلقت أولى ثلاث مركبات فضائية ضمن هذه المجموعة من سكاي نيت بين عامي 2007 و 2008، وكانت المجموعة كلها تضم الإمكانيات المتطورة لأحدث المنصات المدنية التي تستخدم في تسيير حركة التلفزيون والهاتف والانترنت، إلا أن استخدامها في المجالات العسكرية كان ما يزال يلقى بعض الصعوبات. فعلى سبيل المثال، كانت التقنيات المتقدمة الموجودة على متن تلك المركبات ستعمل على مقاومة محاولات إيقاف المركبة الفضائية بأشعة الليزر، أو تعطيل عملها بإشارات مخادعة. أما إضافة مركبة فضائية رابعة إلى ذلك الأسطول فسيعطي بعض الضمانات لوزارة الدفاع البريطانية كي يمكن الابقاء على خدمته الأساسية خلال هذا العقد، حتى وإن حدث أي خلل في مدار واحد أو أكثر من الأقمار الصناعية. وإلى حد كبير، يعتبر «5 دي» نسخة من الأقمار الصناعية 5 اي، و5 بي، و5 سي، كما أنه يحمل عددا من الأجزاء الاحتياطية على متنه. وتسعى وزارة الدفاع البريطانية لأن يكون لديها أقمار صناعية أخرى من هذا النوع، كما أن شركة آستريوم حريصة على أن تكون لديها القدرة على بيع سعات إضافية إلى «عملائها من الطرف الثالث». كما أن كميات كبيرة من البيانات المشفرة الهامة سيتم إرسالها عن طريق حمولات «حزمة اكس» (التردد فائق العلو). وتنوي شركة آستريوم شراء سعة أخرى من حزمة اكس موجودة على متن قمر صناعي كندي سيجري إطلاقة العام المقبل وسيكون موقعه فوق الأمريكيتين. وعند اندماجه مع القمر الصناعي «سكاي نيت» في حزمة اكس التابعة له سيتيح للقوات البريطانية تغطية ما بين 178 من الغرب وحتى 135 من الشرق، وذلك يغطي العالم كله تقريبا. وعلى الرغم من أن تصميمه يدعم التطبيقات العسكرية بشكل أساسي، إلا أن القمر الصناعي سكاي نيت يمكن استخدامه أيضا في بعض القطاعات المدنية.