بعد انتهاء الشوط الأول من المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد ببوزنيقة والذي أسفرت نتائجه عن انتخاب الكاتب الأول و التصويت على التقريرين الأدبي والمالي وكذا التصويت على البيان الختامي, وهذا يعتبر انتصارا تاريخيا لحزب القوات الشعبية في انتظار عقد الشوط الثاني من المؤتمر لاستكمال وانتخاب الأجهزة الحزبية ,بدأ بانتخاب اللجنة الإدارية هذه الأخيرة التي أفاضت الكأس, حيث طالبت عدة أطر حزبية بالأقاليم الصحراوية الرفع من مستوى تمثيلية الأقاليم داخل برلمان الحزب كونه والقضية الوطنية في حاجة إلى اطر حزبية لها تجربة نضالية وسياسية تربط بين ماهو حزبي وماهو وطني. إن تمثيلية الأقاليم الصحراوية وبشكل قوي داخل اللجنة الإدارية تفرضها المرحلة وتتماشى مع التوجه الجديد للقيادة للحزبية, علما أن المناطق التي تطالب بتمثيلية كبيرة تعرف نزاعا مفتعلا بين المغرب وجبهة البوليساريو ومن هنا يأتي مفهوم الاستثناء بالنسبة للمناطق الصحراوية, إذ نجد أن التمثيلية لا ترقى إلى ما يطمح إليه الاتحاديون القدماء بالمناطق الصحراوية من خلال العدد المخصص لها جهويا,حيث نجد جهة وادي الذهب لكويرة خصص لها مقعد واحد داخل اللجنة الإدارية, أما السمارة فلم يخصص لها أي شيء, شأنها شأن إقليم بوجدور, هذه المناطق التي لم تراع خصوصيتها, الشئ الذي اثار حفيظة النخب الاتحادية بالجهات الثلاث. وكان تأجيل المؤتمر في الشوط الثاني فرصة للأطر الحزبية بجهة الصحراء لتدارس موضوع التمثيلية التي سيتم اعتمادها اثناء انعقاد الدور الثاني من المؤتمر, حيث قرر المسؤولون الاتحاديون والمناضلون الملتزمون مكاتبة رئاسة المؤتمر في شخص عبد الواحد الراضي وكذا الكاتب الأول إدريس لشكر المنتخب من المؤتمر لتدارك الموقف وإيجاد صيغة متفق عليها تخدم مصلحة الحزب والقضية الوطنية والدفع بالتنظيمات الحزبية وأطرها نحو المستقبل كونهم ضحوا بالغالي والنفيس من اجل اتحاد قوي أسسوا له لأزيد من نصف قرن وناضلوا وفق التوجه العام لحزب عبد الرحيم بوعبيد والمهدي. مايشغل بال المناضلين هو التخوف من الإقصاء وان يكونوا خارج الأجهزة الحزبية التقريرية ويحرم الحزب من خدماتهم, إن اغلب الأطر الحزبية بجهة الصحراء ترشحوا للجنة الإدارية وطنيا بعد ما وجدوا أنفسهم مجبرين على تقديم ترشيحاتهم في الوقت المحدد تحذوهم الرغبة في العطاء داخل حزب تشبعوا بأفكاره, لكن تأجيل المؤتمر كان فرصة لهم لبعث رسائل للقيادة الحزبية ,علمت الاتحاد الاشتراكي أن جهات الصحراء وجهت رسائل على وجه السرعة إلى رئاسة المؤتمر والكاتب الأول الجديد الأخ إدريس لشكر مفادها انه يجب رد الاعتبار للمناضلين الاتحاديين وخاصة كوادره المعروفة من خلال إضافة مقاعد جهوية أو تخصيص كوطا وطنيا في إطار توافق يرضي كافة الأطراف حتى يتسنى لهم مواصلة نضالا تهم الوطنية والحزبية من داخل اللجنة الإدارية, علما أنهم طالبوا من داخل اللجنة السياسية المتفرعة عن المؤتمر بتنظيم ندوة وطنية حول الصحراء, هذا المطلب وافق عليه المؤتمر وتبناه من خلال البيان الختامي للحزب كون المحطات المقبلة لاتخلو من أهمية والقضية الوطنية تعرف عدة تطورات جد خطيرة من خلال تربص خصوم الوحدة الترابية بالمناضلين الاتحاديين الصحراويين الوحدويين الصامدين بالأقاليم المسترجعة موضوع النزاع, حيث يطمح المناضلون الملتزمون الى الدفاع عن القضية الوطنية من داخل الجنة الإدارية وبعث رسائل إلى المناهضين لوحدة المغرب الترابية ودعم الجبهة الداخلية ....