قالت جريدة «إيل باييس» الإسبانية إن الدول الأوروبية قامت منذ 2008 بطرد عشرة مخبرين مغاربة، يعملون لحساب المديرية العامة للدراسات والتوثيق، المعروفة اختصارا ب «لادجيد»، التي تأسست في 1973، وتعتبر الدراع الاستخباراتي الخارجي للمغرب، وبذلك يكون المغرب ثاني دولة يتعرض عملاؤها للطرد في القارة العجوز بعد روسيا، التي طرد لها خلال نفس الفترة 31 عميلا. بالإضافة إلى ذلك، تقول نفس المصادر، يتوقع أن تشرع محكمة ألمانية في محاكمة ألماني من أصل مغربي بتهمة التجسس لصالح «لادجيد»، كما سبق لهولاندا أن اعتقلت عنصرا كان يعمل كشرطي، وهو هولاندي من أصل مغربي، واتهمته بأنه استغل وظيفته للاطلاع على وثائق سرية تابعة لوزارة الداخلية الهولندية، ويسلمها ل «لادجيد» وتخص مجموعات مناوئة للمغرب وقضايا تخص تهريب السلاح والإرهاب.. وإذا كانت دول أوروبا الشمالية متشددة في التعامل مع عملاء المخابرات الأجنبية الذين ينشطون فوف ترابها، ومن بينها المغرب، توضح نفس المصادر، فإن العكس هو ما يحدث في دول أوروبا الجنوبية التي تتساهل مع المغرب فيما يتعلق بهذا الموضوع، وعلى الخصوص إسبانيا، فرنسا وإيطاليا، وذلك بالنظر إلى التعاون الاستخباراتي القائم بين هذه الدول والمغرب خصوصا بالنسبة للقضايا المتعلقة بالإرهاب.. ومن الأمثلة التي ساقتها «إيل باييس» حول أوجه هذا التعاون، مساعدة «لادجيد» لجهاز الاستخبارات الإسبانية في حل لغز اختطاف ثلاثة متطوعين إسبان من طرف القاعدة في مالي، لكن هذا لا يعني أن هذه الدول لا تقوم بطرد بعض العناصر التابعة للمخابرات المغربية، غير أن ذلك غالبا ما يتم بعيدا عن وسائل الإعلام، وفي سرية تامة، كما أن المغرب سبق له بدوره أن طرد عددا من عملاء المخابرات الأوروبية، مثلما حدث سنة 2010 عندما تم طرد ثلاثة عملاء إسبان، دون أن يؤثر ذلك على التعاون الاستخباراتي القائم بين الطرفين.