إن مسلسل علاقة براد بيت وأنجيلينا جولي، يحمل لنا العديد من الدروس الإنسانية، ويفتح أمام أعيننا المجال لأخذ العبر، العبر الكبيرة طبعا؛ فمنذ أن التقيا بعد أن غادر براد بيت جينيفير انيستون، وهما يخلقان المفاجآت، فهاهم ربوا وتكفلوا بالعديد من الأطفال المتخلى عنهم في العالم، وهاهم يعيشون علاقاتهما الحميمية في منازلهما، دون تعقيدات مجتمعية ولا تعقيدات دينية. هذا الزوج خارج مؤسسة الزواج، استطاع أن يصبح مثالا يحتذى به، ناجح طبعا في عمله، فهما نجمان من كبار نجوم العالم، بتفانيهما في عملهما، وهما أيقونتان إنسانيتان لنجاحهما في تحمل المسؤولية تجاه الأطفال الذين تكفلا بهم، ونجاحهما في مد يد العون لمجموعة من اللاجئين، في كل بقاع العالم، حتى بسورية التي يشاهد مآسيها النجوم العرب ولا يحركون ساكنا. لقد وصل مسلسل حفل زفافهما، إلى مرحلة تحقيق خواتم الزواج، وهنا سأقف شيئا ما عند خاتم الزواج؛ فهو المرحلة التي يكون فيها اقتناع الطرفين ببعضهما، فيلجآ إلى هذا الرمز الذي يعني ختم مراحل الاقتناع، وهنا يكمن بيت القصيد، فبعد سنوات من الحب، وبعد الوقوف على التفاصيل الشخصية لكل واحد على حده، يأتي الختم، وليس العكس كما هو الشأن في المجتمعات الذكورية الأنانية المتخلفة. فعند هذه المجتمعات الرجل هو من يشبك المرأة، ويشبك هي يرهنها لأغراضه وسط باقي أمتعته، ويشبك هي يشتري من الأب والأخ ،إذا كان، صكوك هذه الأنثى، ولتتأكد أم الأنثى بأنه راغب فيها، فهنا ذكورية متسلطة، وأنوثة وأمومة خائفة متجمدة عند عقل الذكر. ما هذا اللغط الذي كثر على العلاقات الجنسية، إلا مقاومة من جسم غير سليم لجرعات دواء جاء في وصفة طبية اجتماعية، فالناس قادرون على أن يتزاوجوا بالمنطق الذي يريحهم، سواء على مقاس الشرائع السماوية، أو طبق المقومات القانونية الوضعية، أو حسب اختيارات سوسيوثقافية بعيدة عن كل شوفينية، وهنا تأتي مسألة ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج، فهذه الممارسة هي قناعة واقتناع بين الطرفين، وتبعاتهما يتحملونها بكل مسؤولية، ولا يتدخل القانون إلا عندما يكون الضرر، ومن لم يتضرر فله الحق في أن يقف القانون إلى صفه، وما عدا ذلك هو مجرد تدخل في الحرية الفردية، بعد تغليفها بقناع الدين أو العرف، وإذا كان الصحفي المختار لغزيوي أو الفنان يونس مكري، قد خاضوا في هذا الموضوع، فلأنهما يدركان ما يصدر عنهما، ويقيمانه أبلغ تقييم، ويعلمان أن تغليف الخطيئة بالدين، دافعها هو تغليف الشذوذ في كل تجلياته. فهنيئا لأنجيلينا جولي وبراد بيت، وهنيئا لكل مغربي فقه كلام العقلاء بدل السفهاء، واللهم أحشرنا مع كل من هو صديق، وأبعد عنا كل من هو زنديق.