شددت 19 جمعية أمازيغية، خلال اختتام فعاليات الندوة الوطنية التي احتضنتها مدينة خنيفرة، يوم السبت الماضي، على مطالبة فرنسا وإسبانيا ب «تقديم اعتذار رسمي للشعب المغربي عن الجرائم التي ارتكبتاها خلال فترة الحماية» ومن خلال بيانها المشترك، الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، طالبت ذات الجمعيات الدولة المغربية بجبر الضرر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي لحق المناطق المتضررة من جراء مقاومة الاستعمار»، الجمعيات الأمازيغية المجتمعة بخنيفرة، لم يفتها بالتالي التعبير عن رفضها الشديد ل»كل كيان مصطنع ودخيل على الصحراء المغربية وتجديد مطالبتها باسترجاع كل المناطق المغربية المحتلة وعلى رأسها مدينتا سبتة ومليلية. وارتباطا بذات البيان، الذي أطلق عليه اسم «بيان خنيفرة»، طالبت ذات الجمعيات الموقعة عليه، بضرورة «الفتح الفوري للحدود التي تمزق وحدة الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين»، و»السعي الجدي إلى بناء اتحاد شمال إفريقي قائم على أسس الديمقراطية وقيم المواطنة»، وإذ تعتبر أن «ما نتج عن الحقبة الاستعمارية من آثار سلبية مازالت تداعياتها تحول دون تحقيق تطلعات وآمال الأجيال الحاضرة»، وكان هذا الاجتماع، تضيف ذات الجمعيات، مناسبة ل»استحضار الملاحم البطولية للأمازيغ في مواجهة الآلة الاستعمارية التي دمرت الانسان والأرض، مقترفة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، باستعمال الأسلحة الفتاكة والغازات السامة ضد المدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ، والتي أتلفت الممتلكات وقتلت بوحشية ما يزيد عن 700 ألف شهيد وعدد لا يحصى من الجرحى والمعطوبين»، وفق ما جاء ضمن البيان. ويشار إلى أن «بيان خنيفرة» جاء على هامش اليوم الموالي للندوة الوطنية التي نظمت بخنيفرة في ذكرى مرور 100 عام على توقيع معاهدتي الحماية الفرنسية والاسبانية بالمغرب، تحت عنوان «1912-2012 : مائة عام من المقاومة الامازيغية»، ونشرت «الاتحاد الاشتراكي» تفاصيل أشغال هذه الندوة بعددها الصادر يوم أول أمس الثلاثاء 27 نونبر الجاري، والتي نظمتها جمعية أمغار (خنيفرة) بتنسيق مع الكونغرس العالمي الأمازيغي، الاختيار الأمازيغي وجمعيات ماسينسا (طنجة)، أسيد (مكناس) والهوية (الناظور) . وكان الناشط والمعارض لسياسات البوليساريو في المخيمات الصحراوية الفنان الناجم علال قد تعرض لاعتداء وحشي من قبل قوات أمن البوليساريو، لأنه أراد لقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس أثناء زيارته لبلدة التفاريتي. الحادثة التي سمعنا عنها ونقلناها للرأي العام في حينها، لكننا لم نقف على بشاعتها قبل اليوم، بسبب الحصار الأمني والتعتيم الإعلامي المفروض على منطقة المخيمات في تيندوف. وقال مصطفى سلمة إن هذا الفعل الإجرامي الذي توضحه الصور المرفقة، والذي يدخل ضمن سلسلة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف قيادة البوليساريو منذ السبعينات ضد اللاجئين الصحراويين العزل في مخيمات تيندوف، التي فتحت المحكمة الاسبانية بشأن بعضها تحقيقا قضائيا منذ أيام، ليستدعي من كل المدافعين عن حقوق الإنسان تدخلا عاجلا، وبالخصوص من منظمات الأممالمتحدة ذات الصلة بشؤون اللاجئين من أجل حماية أهلنا في المخيمات ، و أن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية.