كان الإحساس بالخطر واضحا حتى قبل أن يغادر طاقم مركب ترفيهي المياه الاقليمية الفرنسية في رحلة بحرية في اتجاه جزر الكاريبي، وهو الخطر الذي أفضى إلى فقدانه كل افراده كما أكدته الخارجية الفرنسية أمس. «نحن مدركون أن الحياة على متن مركب وإن كان مريحة، فهي ليست دائما خالية من المشاكل، بل ومحفوفة بالمخاطر»، إنها جزء من العبارة التي كتبها الأشخاص الأربعة على موقعهم الالكتروني شهرا قبل انطلاقهم في رحلة اعتقدو أنها سوف تبعدهم فقط عن أصدقائهم لحوالي السنة. غير أن الرياح القوية الناجمة عن الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة الشرقية للمغرب الليلة قبل الماضية، تسببت في وقف رحلة كانت ستدوم حوالي تسعة أشهر، انطلاقا من ميناء مارسيليا مرورا بالبرازيل وانتهاء بجزر الكاريبي. ينقلب المركب الترفيهي بعرض مياه مدينة السعدية الذي حاولوا اللجوء إليها تفاديا لسوء أحوال الطقس، فكانت نهاية مأساوية هي مصير الطاقم المكون من خمسة فرنسيين بينهم امرأة من مناطق مختلفة (الألب ماريتيم، لارديش، وجورا) بالجنوب الشرقي الفرنسي. يلفظ البحر أربعة منهم موتى، فيما الخامس يجري البحث عنه، نهاية لم تنفع معها الاحتياطات، كما كتبوا قبل انطلاق رحلتهم على الانترنيت «علينا جميعا، قبطانا وطاقما، أن نظهر حكمة ومرونة بالغتين»، مسلحين بدعوات وأمل في العودة سالمين لأصقائهم.