شهدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» بي سي تغييرات متسارعة خلال الساعات الماضية أطاحت عددا من كبار مسؤوليها على خلفية تحقيقات في تقصير مهني تسبب في بث تقارير غير دقيقة أو منع بث تقارير أخرى تبيّن أنها كانت صحيحة. وأدى هذا التقصير والاستقالات التي أعقبته إلى إثارة مخاوف من اهتزاز ثقة المشاهدين بالمحطة الأوسع انتشارا في بريطانيا وإحدى أكثر وسائل الإعلام صدقية على الصعيد العالمي. وبدأت كرّة الاستقالات بإعلان المدير العام ل «بي. بي. سي» جورج انتويسل تركه منصبه بعد 54 يوماً من تعيينه فيه خلفاً لمارك تومسون الذي انتقل إلى الولاياتالمتحدة لتولي منصب الرئيس التنفيذي لصحيفة »نيويورك تايمز«. واستقال انتويسل مرغماً، كما يبدو، إذ أعلن قراره هذا، مساء السبت الماضي بعدما كان أكد خلال النهار أنه لن يتخلّى عن موقعه على رغم إدانته تقريراً خاطئاً بثّه البرنامج الإخباري المرموق «نيوزنايت» على محطة «بي. بي. سي 2» وتناول موضوع الاستغلال الجنسي لأطفال في شمال مقاطعة ويلز في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. هذا واعلنت أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس، أن مديرة الأخبار ونائبها استقالا من منصبيهما على خلفية فضيحة اتهام برنامج إخباري بالخطأ، سياسياً في حزب المحافظين البريطاني بانتهاك أطفال جنسياً. وتأتي استقالة هيلين بودن ونائبها ستيف ميتشيل بعد أقل من 48 ساعة على استقالة المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، جورج إينتويسال على خلفية الفضيحة نفسها. وأكد رئيس مجلس أمناء هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، اللورد كريس باتن، أن الهيئة تحتاج إلى عملية إصلاحات هيكلية جذرية شاملة، في أعقاب استقالة مديرها العام بسبب تقرير بثته الهيئة واعتبر أنه خالف المعايير المهنية. وتعهّد اللورد باتن باتخاذ «إجراءات لضمان خضوع برامج الهيئة للتحرير بشكل سليم»، وأعلن عن أن تيم ديفي، مدير البرامج الموسيقية السمعية والبصرية في «بي. بي. سي»، سيتولى مؤقتاً منصب المدير العام إلى أن يتم تعيين مدير عام جديد في غضون أسابيع. وتعرّضت«بي. بي. سي» لانتقادات جديدة من قبل أعضاء في البرلمان البريطاني بسبب منحها تعويضاً مالياً يعادل مرتب عام وقدره 450 ألف جنيه سترليني إلى مديرها السابق إينتويسال في إطار الاتفاق على ترك منصبه.