بعث صاحب جلالة الملك برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحومة أسية الوديع التي وافتها المنية صباح الجمعة الماضي عن عمر يناهز 63 عاما، بعد معاناة مع المرض. وقال جلالة الملك في هذه البرقية «علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى بالنبإ المحزن لوفاة المشمولة بعفو الله تعالى ورضاه المرحومة آسية الوديع أحسن الله قبولها إلى جواره». وعبر جلالة الملك، بهذه المناسبة المحزنة، لأفراد أسرة الفقيدة العزيزة ولكافة أصدقائها ومحبيها عن أحر تعازيه ، وأصدق مواساته، في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا جلالته العلي القدير أن يعوضهم عنها جميل الصبر وحسن العزاء. ومما جاء في هذه البرقية : «إننا لنستحضر بكل تقدير، ما كانت تتحلى به فقيدتكم المبرورة من خصال إنسانية حميدة، ودفاع مستميت عن حقوق الأطفال والشبان، وخاصة نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج، حيث نذرت حياتها لخدمة قضاياهم، تعمل جاهدة على توفير الدعم والحماية لهم، سواء من خلال عضويتها لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أو في مختلف منظمات المجتمع المدني التي كانت عضوا فاعلا فيها، مما جعلها تحظى بتقدير الجميع». وأضاف جلالته «كما يسجل لها التاريخ عطاءها المتميز في مجال القضاء والمحاماة، إذ كانت من القاضيات الرائدات، وكذا نضالها المشهود في الدفاع عن حقوق الإنسان، بكل كفاءة ونزاهة وتجرد، وتشبع بروح العمل الجماعي، وتفان ونكران ذات، إلى آخر رمق من حياتها الحافلة بالعطاء». وقال جلالة الملك «وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، مؤكدين لكم مشاعر تعاطفنا وتضامننا معكم، وموصول رعايتنا السامية، فإننا نضرع إلى الله عز وجل أن يشمل الراحلة العزيزة بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبلها في عداد الصالحين من عباده، وأن يوفيها أحسن الجزاء وأجزل الثواب عما قدمت بين يدي ربها من صادق العطاء وجليل الأعمال في دار النعيم مصداقا لقوله سبحانه (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية? فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)».