تعرض أرشيف مدينة طنجة للإتلاف ليلة الخميس الماضي. وفور علمها بالحادث هرعت الأجهزة الأمنية وسلطات الولاية إلى مقاطعة شالة في قلب المدينة، حيث يتواجد الأرشيف، وشرعت في تحرياتها لكشف ملابسات الحادث. وحسب مصادر متطابقة، فإن استنفار الأجهزة الأمنية يعود بالدرجة الأولى إلى كون الأرشيف يتضمن معلومات ذات قيمة تاريخية نادرة تعود إلى فترة طنجة الدولية، كما يتضمن الأرشيف معلومات مدققة عن الجالية اليهودية التي استوطنت عاصمة البوغاز ومنهم شخصيات تتحمل مسؤوليات سياسية حساسة بإسرائيل. وفي سؤال حول حجم الإتلاف الذي تعرض له الأرشيف، أكد مصدر عليم للجريدة أنه من السابق لأوانه تحديد ذلك، مؤكدا أن ذلك يتطلب بعض الوقت لتحديد قيمة الوثائق التي تم إتلافها أو سرقتها، وأن الملف بيد الأجهزة الأمنية التي تسابق الزمن لإيقاف المشتبه في وقوفهم وراء هذا الحادث، علما بأن الأرشيف يقع بمقاطعة شالة حيث يوجد قائد المقاطعة كما توجد ديمومة لأفراد القوات المساعدة، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول كيفية الوصول إلى مكان الأرشيف وإتلافه أو سرقته. ويسلط حادث إتلاف أرشيف مدينة طنجة الضوء على القيمة التاريخية التي يكتسيها، بالنظر لمسار طنجة التاريخي وخاصة في الفترة الدولية، مما يفرض على عمدة المدينة وسلطات الولاية اتخاذ إجراءات مستعجلة عبر تخصيص فضاء مجهز على أعلى مستوى لحفظ هذا الأرشيف الذي يكتسي قيمة تاريخية نادرة.