شاعرة تلبس زرقة البحر، وهي تغربل ذاكرتها المثقلة بالأسفار في عواصم عربية وعالمية، لتلقي بها في ديوانها « قبل أن تستيقظ طنجة» الصادر مؤخرا عن دار النهضة العربية ببيروت وبيت الشعر بالمغرب في إطار مبادرة شاعر لأول مرة. هذه الزرقة الممزوجة بملوحة حلم شعري يتدثر برياح قصيدة النثر في أبهى صورها جعلت شاعرتنا الطنجاوية نسيمة الراوي تحضر بعدد من المجلات العربية والدولية: مجلة دبي الثقافية (الإمارات العربية المتحدة)، مجلة الكلمة (لندن)، مجلة الشعر (مصر)، مجلة الغاوون (بيروت)، مجلة عشتروت (كندا)، مجلة الدوحة (قطر)، مجلة أبابيل (سوريا)، مجلة الحركة الشعرية (المكسيك)، مجلة طنجةالأدبية(المغرب)، والمجلة العربية (المملكة العربية السعودية)..وبعدد من المنابر الوازنة: جريدة أخبار الأدب(مصر)، جريدة القدس العربي(لندن)، الملحق الثقافي لجريدة الدستور(الأردن)، العرب الأسبوعي (لندن)، الواشنطوني العربي (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي (المغرب)، وجريدة الوطن (قطر)، وجريدة العرب العالمية(لندن)، وجريدة الشمال(المغرب). في هذا الحوار نسترجع نوستالجيا البديات مع نسيمة الراوي الطالبة في تخصص تدبير المقاولات بالمدرسة العليا للإعلاميات وتجارة التقنيات بطنجة. لماذا يحاصرك البحر من كل الجهات في نصوصك الشعرية؟ البحر لا يحاصرني في نصوصي الشعرية وفقط بل يحاصرني من الجهات كلها؛ يحاصرني عندما استيقظ من نومي ليلا وأنا في عطش إلى الموسيقى/ وأنا ارتشف كؤوس الموسيقى اللذيذة أرى العالم كله ازرق. يحاصرني البحر عند محلات الألبسة الجاهزة/ عندما أجد نفسي لا شعوريا اختار كل ما هو ازرق/ يحاصرني في كل مرة أسافر فيها إلى مدينة داخلية، فأجدني أبحث عنه وكلي إيمان أني سأعثر عليه في مكان ما أبحث أبحث.. وأنتهي باستخراجه من أباري الداخلية يحاصرني وأحاصره داخلي في عشق أسطوري أزرق. نقرأ من نص»طنخرينا» «كلما أوجعتني الحياة/أذبت قرص شمس/ في كوب بحر..». هل الشعر قراءة للوجع فقط أم تأويل للحياة برمتها؟ لا يقرأ الوجع. الوجع يعصر يقطر قطرة قطرة على الورق لذلك تتبلل أرواحنا عندما نقرأ الشعر، ولا نستطيع تأويل الحياة إلا إذا عشنا هذه الشتاء. هناك معجم صوفي في نصوصك، ولغة شعرية تقرب إلى مفردات الروح ؟ ما مرد هذا الحضور؟ بالنسبة لي لا يستطيع الشاعر والموسيقي والفنان بصفة عامة أن يبدع إلا إذا كانت روحه قريبة منه. عندما تطلع روحي مني في بعض النصوص، وتجلس القرفصاء على الورق أفرح وأتمنى من كل أعماقي أن تبقى روحي قريبة مني سواء في الكتابة أو في الحياة اليومية التي تصر على تجريدنا من إنسانيتنا.. متى تحسين أنك بحاجة إلى الكتابة؟ ومتى تحسين أنك بحاجة إلى القراءة؟ وماذا تقرئين الآن؟ وماذا تكتبين الآن؟ وماهي طقوس القراءة والكتابة عند نسيمة الراوي؟ عندما يداهمني الشعر أشعر بالاختناق؛ فانزوي في زاوية ما من زوايا غرفتي أراقب روحي، وهي تطير حولي أحس بالبحر يقترب يبللني، يدعوني إلى سماع الموسيقى فنكتب القصيدة معا أنا والبحر والموسيقى..اشتغل الآن على قصيدة عن الشارقة كتبتها هناك ولم انته منها بعد، وأقرا رواية أورهان باموق» اسطنبول الذكريات والمدينة» وأحس بالرغبة في العودة إلى البوسفور وسهرات الدراويش. عندما أقرأ عملا إبداعيا أعيش كل تفاصيله؛ فمثلا عندما أقرأ الرواية أتخيل أنني شخصية من شخصياتها أذكر على سبيل المثال رواية «شرفات بحر الشمال» لواسيني الأعرج التي جعلتني أرى هولندا في الحلم، رغم أني لم أرها في حياتي، ورواية «إحدى عشرة دقيقة» لباولو كويلو التي جعلتني أعود إلى كوبا كابانا بريو دي جينيرو دون أن أحتاج إلى شراء تذكرة سفر مجددا إليها.. مثلت مؤخرا الشعر المغربي إلى جانب الناقد المغربي الكبير محمد مفتاح في ملتقى الشارقة العاشر للشعر العربي. كيف عشت هذه التجربة؟ مشاركتي في ملتقى الشعر العربي بالشارقة تجربة غنية جدا، استطعت من خلالها الانفتاح على تجارب شعرية ونقدية من مختلف الأقطار العربية، وعلى بلد يقدر الشعر كثيرا إلى درجة أن الأمسيات الشعرية تنظم باستمرار ولا تحتاج إلى مناسبات. إضافة إلى أن مرافقة الناقد الكبير الدكتور محمد مفتاح كانت ممتعة وغنية جدا، حيث كان يحدثني عن النقد والشعر والموسيقى والحياة.. هناك احتفاء خاص في ديوانك بالشاعر الراحل منير بولعيش من خلال قصيدة» نكاية بالمدينة». ماذا تقولين عن صاحب» لن أصدقك أيتها المدينة» ؟ عُشْبٌ مِنْ أَقَاصِي الْقَلْبِ يَسْقُطُ، وَأَنَا أُمَشِّطُ عَلَى طُولِ «البُولِڤَارْ» هِپِّيّاً يَسْتَعِينُ بِقُبَّعَةٍ كَيْ لاَ تُزْعِجَ أَصْوَاتُ الْمَطَارِقِ قَصِيدَةً تَتَدَرَّبُ عَلَى الغِنَاءِ بِالْبَالِ، قَصِيدَةً مُصَابَةً بِفُوبْيَا الضَّوْءِ.. ماذا تمثل لك تجربة نشر «خواطرك» وأنت لم تبلغي ست عشرة سنة؟ وكيف تنظرين إلى قصصك»شغب الكلمات» الصادر سنة 2007؟ علينا أن ننصت إلى أعماق صغارنا، وذلك ما فعلته أمي حين نشرت كتاباتي وأنا صغيرة «شغب الكلمات» هو نسيمة الطفلة، ونسيمة الطفلة هي التي تحدثك الآن عن البحر والسفر والحياة. أنا ما كنته وليس ما قد أكونه أنا شغب الكلمات. من هذا المنطلق، كان الحديث عن الحضور الفني التشكيلي المغربي في المهرجانات التونسية بناء على الماضي المشترك الذي يضرب بجذوره في التاريخ الجميل الذي يجمع البلدين الشقيقين و القواسم المشتركة بينهما. كما كان اللقاء مناسبة للرئيس المؤسس للحركة المغربية للتشكيليين بلا حدود الفنان عمر البلغيثي ، ليهدي للسيد الوزير لوحة تشكيلية من أعماله تعبر عن عمق التلاحم المغربي التونسي و تترجم الإندماج الكامل بين المغرب و تونس. الجدير بالذكر أن لوحة البلغيثي ضمت إلى المجموعة الخاصة لوزارة الثقافة التونسية . من جهة أخرى، تعتبر هذه هي أول خطوة تقوم بها الحركة المغربية للتشكيليين بلا حدود، بعد تأسيسها أواخر شهر غشت المنصرم.