للمرة الأولى في مسيرتها الفنية تطل الفنانة سميرة سعيد كعضو في لجنة تحكيم برنامج «صوت الحياة» للمواهب المصرية مع الفنانين هاني شاكر، وحلمي بكر، وتضع خبرتها فيصلاً للفصل بين المواهب، ويعطي الإعلان لمحة عامة جدا عن البرنامج دون أن يشي بالتفاصيل في هذه المرحلة، وينجح في خلق حالة من التشويق لدى المشاهد. صورت الفنانة سميرة سعيد إعلانا لبرنامج «صوت الحياة» في بيروت ننفرد بصور من كواليسه، جمعها مع الفنانين هاني شاكر وحلمي بكر، اللذان سيشاركنها مهمة التحكيم في البرنامج، الذي ستتولى اللبنانية رزان مغربي مهمة تقديمه. تميز الإعلان بالإناقة وحافظ على عنصر التشويق دون أن يفضح الكثير من التفاصيل عن فكرته في هذه المرحلة. ومما لا شك فيه أن وجود سميرة في لجنة تحكيم أي برنامج للمواهب يعد إضافة كبيرة أولاً لأنها تجمع بين الثقافة، والخبرة ، والإطلاع الموسيقي الواسع. وثانياً لأنها عاصرت عمالقة الطرب فهي آخر عنقود جيل العمالقة عملت مع محمد سلطان ، بليغ حمدي، ومحمد الموجي، وحلمي بكر، وقدمت معهم أغان كانت سبب شهرتها عربياً، مثل الحب اللي أناعيشاه، وعلمناه الحب، وشهرزاد، وبعديومين، ومش حتنازل عنك، واحشني حقيقي، سيداتي سادتي، وغيرها الكثير. عندما غنت الطرب لم تكن الساحة فارغة فهي نافست وردة، وعزيزة جلال،نعيمة بنسميح، ميادة الحناوي، وماجدة الرومي، فنجحت بجدارة . وثالثاً لأنها عندما إجتاحت الأغاني الشبابية الساحة في أوائل التسعينات لم تغرق مثل غيرها من فنانات جيلها فتعتزل أو تنطفيء، بل بالعكس فهي لم تنجح بمجاراة الموجة فقط وإنما ساهمت في تشكيلها فنيا، إذ تعمن أنجح من خلط الشرق بالغرب، فأنجبت مزيجا جميلا متناسقا، وكانت من أوائل المجددين في الأغنية العربية. كما أتقنت الغناء بكل اللهجات مشرقية ومغاربية، بالإضافة إلى لهجات الخليج العربي، وكانت أول فنانة عربية تصدر البوم خليجي كامل في وقتها. واكبت ونافست رواد جيل الأغنية الشبابية كعمرو دياب ونوال الزغبي، وخلقت مدرسة خاصة بها حاول كثر تقليدها، وإتخذوها مثلا أعلى. لم تنغلق على نفسها موسيقيا فكان عشقها للتجريب والتجديد بمثابة إكسيرالخلود لفنها، شاركت مع العديد من الفرق الشبابية بأغان مشتركة ضمنتها في البوماتها. وتتقن الإنجليزية والفرنسية وغنت باللغتين بتمكن تام. وإذا كانت مادونا الأميركية هي ملكة البوب في الغرب، فدون شك أن سميرة سعيد هي ملكة البوب في الشرق دون منازع، حيث نجحت في تعريب كافة الأنماط الغربية من الجاز والبلوز، الى السول، والآر أند بي، والراب وغيرها بشكل رائع... فحصدت أهم الجوائز في مسيرتها الفنية وبإستحقاق كامل كجائزة الموسيقى العالمية ورلد ميوزك أوارد و«بي بي سي انترناشونال ميوزك أوارد» عن ألبوم «يوم ورا يوم» عام 2003، بالإضافة الى جوائز من «ميدل إيست ميوزيك أوارد»، و«الميوركس دور» ، «آرتي» وغيرها. حيث يصل مجموع جوائزها الى 90 جائزة أو أكثر. وفي جعبتها 43 البوم غنائي تقريباً ما عدا الأغاني المنفردة «سينغل» والديوهات والتريو. تجديد سميرة سعيد لم يقتصر على الموسيقى فقط، فهي إهتمت بالصورة كذلك، وتعتبر أعمالها المصورة من أجمل الأعمال في أرشيف المكتبة الموسيقية العربية، فثقافة سميرة منحت أغنياتها عمقا، وإختيارها لكلماتها كان مختلفا عن غيرها، هناك تركيز دوما على حالة ذهنية مترجمة صوريا بشكل جميل، وبمفردات جديدة وجريئة أحيانا لا يجروء غيرها على تقديمها. سميرة سعيد ليست فنانة متلقية، بمعنى هي لا تأخذ أغنية جاهزة من شاعر أو ملحن دون أن تضع فيها من ذاتها سواء كلاما، أو لحنا أو توزيعا، وإنما تعكف على صناعة الأغنية بالتعاون مع طاقمها الفني، وتمتلك إستوديو خاص بها في منزلها هو مصنعها الموسيقي. وجودها في لجنة التحكيم مع هاني شاكر الذي سبق وغنت معه ديو بعنوان «قولي بقى اتأخرت ليه» عام 1977، وحلمي بكر الذي سبق وتعاونت معه بأكثر من أغنية، ينبيء بإنسجام سينعكس إيجاباً على الشاشة. وتبقى فكرة البرنامج غامضة فكثر إعتقدوا أنه نسخة أخرى من «ذو فويس»، الذي يعرض على «إم بي سي» حاليا خصوصا وأن إسم «صوت الحياة» مقارب جدا، وإنطلقت التحضيرات والإعلانات للبرنامجين في نفس التوقيت تقريبا، وفي مرحلة تعيش فيها محطة الحياة منافسة مقبلة مع «إم بي سي» مصرية التي تنوي سحب سوق الإعلانات المصرية من الحياة لتتربع على عرض الفضائيات عربيا وليس خليجيا فقط. لكن المتابع سيرى أن لجنة التحكيم في «صوت الحياة» ثلاثية بينما في البرنامج الآخر مكونة من أربعة أفراد، كما صرحت رزان مغربي بأنها لن تكتفي بتقديم «صوت الحياة» وإنما ستغني فيه كذلك، بالإضافة الى أن إعلان صوت الحياة يركز على المواهب المصرية، بينما برنامج «إم بي سي» يحتضن المواهب من مختلف الدول العربية وهو ما ينفي تماما وجود أي تشابه بين الفكرتين.