في كل مرة، تثبت النجمة أنجلينا جولي أنها ليست سفيرة «النوايا الحسنة» وحسب، بل سفيرة «الفقراء» و«اللاجئين»، وما زيارتها صباح الثلاثاء الماضي لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، إلا تأكيدا على أنها «قيمة إنسانية» قلما توجد عند غالبية النجوم. وفي مؤتمر صحفي عبرت جولي عن استيائها تجاه ما يحدث في سوريا، وشعورها بالامتنان حيال الأردن والدول الأخرى المجاورة لفتحها حدودها لاستقبال اللاجئين، ومساعدتها الشعب السوري في محنته. وقالت «هناك من يموتون في سوريا يوميا والكثير منهم لم يتمكن من الهرب مع أسرهم إلى خارج الدولة». وأضافت «كنت البارحة في زيارة للاجئين مع الجيش الأردني، ومن الأمور التي شهدتها ترحيب الجيش باللاجئين وسؤالهم عن حالهم وإخبارهم أنهم بأمان ومرحب بهم في الأردن». كما أوضحت «أنه على الرغم مما تعاني منه الأردن من ضعف اقتصادي ومشكلات اجتماعية عديدة، إلا أنها تحاول بكل الطرق تقديم كافة المساعدات للاجئين السوريين». كثيرون هم النجوم الذين تقلدوا منصب «سفير النوايا الحسنة»، لكن معظمهم لم يستطع المواصلة، عكس أنجلينا التي لم تهتم بمنصب بقدر ما بحثت عن كل طفل يتيم وكل امرأة متألمة وكل شيخ كبير في السن وجد قلبه منهكا. فالمرأة الجذابة البالغة من العمر 37 عاما، أم لستة أطفال رزقت بثلاثة منهم من رفيقها الممثل براد بيت، وتبنت 3 آخرين، وهم مادوكس جولي بيت من كمبوديا، وزهار جولي بيت من إثيوبيا، وباكس ثين من فيتنام، بالإضافة إلى شايلوه نووفل وفيفيان ماركلاين ونوكس ليون. كما أنها سليلة عائلة فنية، فوالدها الممثل الحائز على جائزة الأوسكار جون فويت وأمها عارضة الأزياء والممثلة السابقة مارشيلين بيرتراند، أما أول ظهور لها فكان في سن الخامسة مع والدها في أحد أفلامه. منذ أن عينت عام 1999 سفيرة الأممالمتحدة للنوايا الحسنة، نذرت نفسها لكل بلد أصابته المأساة أو الفقر، فشدت رحالها إلى دول عديدة من بينها باكستان وتنزانيا وجيبوتي وغيرها من دول العالم الثالث التي تعاني أزمات إنسانية. وعلى الرغم من أن الأممالمتحدة تتكفل بسفر أعضائها إلا أن أنجلينا ترفض ذلك، وتنفق على جميع أسفارها من جيبها الخاص، وليس غريبا أن تكون أكثر نجوم هوليوود تبرعا للفقراء والمحتاجين، وبحسب مقربين منها، فإنها تبرعت من مالها الخاص بأكثر من 20 مليون دولار. فهي امرأة لا تهدأ، ولها في كل عاصمة موجوعة «نصيب». فقد زارت مخيمات اللاجئين بلبنان، وكينيا، وأفغانستان، والصومال، وباكستان، ودارفور، وسلفادور، وتنزانيا، وسيراليون وغيرها، على متن شاحنات محملة بملايين الدولارات وبمختلف أنواع الأغذية والأدوية والأطعمة. وها هي اليوم تحاول بلسمة مخيمات السوريين في الأردن، بابتسامة سلام خففت أحزان العديد منهم.