عائشة مناف، عزيز علوي، حسن مضياف ومحمد ابن ابراهيم فنانون أعطوا، أبدعوا تألقوا، حملوا شعار الفن في سماء ملبدة بالغيوم، في شباك المرض ينتظرون المساعدة والالتفاتة المادية والمعنوية، أنكروا ذواتهم من أجل فن نبيل ونزيه، لكن تم نكرانهم.. فأصبحوا في «لائحة منسية سوداء»!!. الفقر المؤدي إلى الموت عائشة مناف، ممثلة مغربية شابة من مواليد البيضاء، قامت بعدة أعمال خاصة في التلفزيون مثل سلسلة «حديدان» و«رمانة وبرطال» وبعض الأعمال المسرحية في المغرب وسوريا. كانت تمتاز بحس فكاهي مرح بشهادة مجموعة من الفنانين والمقربين لها، وعلى رأسهم بطل سلسلة «حديدان» كمال الكاظمي، لكن شاءت الأقدار أن تصاب بمرض السرطان الذي كبل أيدي الابداع لديها، مأساتها مع المرض تفاقمت، لاسيما أنها كانت تعيش ظروفا قاهرة ودون أية مساعدة. توفيت مناف عن عمر يناهز السابعة والثلاثين. كانت خسارة للمشهد الفني. فنانة أدخلت البهجة والسرور إلى المغاربة، توفيت نفسيا وجسديا، نفسيا، لم تلق أي دعم لتخطيها تلك المرحلة الحرجة، وجسديا اقتحام لمرض لجسدها النحيل، وقد أصبحت الآن في الذاكرة المنسية. إن عزيز علوي، فنان أبدع في الولوج إلى قلوب المغاربة بحسه المرهف وضحكته البريئة وعفويته التي نفتقدها في وقتنا الراهن، نشاطه وحيويته ساعده على التألق في العديد من الأدوار سواء التلفزيونية أو المسرحية. كان يعتبر من أفضل الوجوه الكوميدية بالمغرب، أصيب بمرض قيد خيوط الابداع التي كان يتمتع بها، منعته من مزاولة عمله والذي كان هو مصدر قوته الوحيد لأسرته، عان في صمت رهيب وتألم أضعافا مضاعفة، معاناته مع المرض ومعاناته مع الفقر وغياب المساعدة إلى أن توفته المنية.. كانت صدمة وضياعا للشاشة المغربية ولأسرته بدرجة الأولى. الموت مع وقف التنفيذ حسن مضياف، ممثل مغربي قدير، شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، تألق بالخصوص في العمل الكوميدي خاصة في سلسلة «رمانة وربطال» وسلسلة «خالي عمارة» و الفيلم التلفزيوني«الكبش» وغيرها كثير، تميز بنبرة حساسة، يخفي وراءها الكثير من المعاناة. تعرض في الآونة الأخيرة لأزمة جادة على مستوى الرئة منعته من استكمال طريقه الفني، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بالرباط... والآن وقد تخطى وضعه الحرج شيئا ما، حيث يتلقى العلاج في مصحة خاصة بالدارالبيضاء. مآساتة تتفاقم يوما بعد يوم مع المرض الذي يقتات من جسمه النحيل، ومن جهة أخرى انعدام أوجه المساعدة من طرف الفنانين.. لكن حظيمؤخرا برعاية ملكية حيث تم التكلف بمصاريف علاجه. حسن مضياف فنان بهذا الحجم أعطى الكثير للشاشة المغربية. وفي ظرفيته الحرجة لم يكافأ بأية مبادرة أو مساعدة لإعانته على تجاوز محنة المرض، فهو يطمح للعناية والمساعدة بدلا من صور تذكارية تجلب الشهرة المؤقتة. ويعد الفنان محمد ابن براهيم من بين الممثلين الذي أعطوا في المجال الفني من خلال تقمصه عدة أدوار مختلفة ومتنوعة رسم خلالها عن علو كعب وتحقيق فرجة ممتعة طبعت أجواء البهجة في النفس . محمد ابن ابراهيم الذي تميز، ولازال، بالإحساس والمعنويات المرتفعة. يعاني الآن من اضرابات صحية، ففي الأونة الأخيرة أصيب بوعكة صحية حادة التزمته الفراش إلى أن نقل إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط، حيث يتلقى العناية والرعاية هناك. بنبراهيم فنان عاشق للمسرح بكل تطوعية ونكران للذات. لكن مرضى السكري حط الرحال بجسده وأخذ يأكل منه، وضعيته الصحية تتحسن تارة وتتدهور تارة أخرى. (*) صحافية متدربة