شهدت الدورة الأولى ل »اللقاءات غير المتوقعة» بتورني في بلجيكا نجاحا استثنائيا, حيث التقى الحوار بين الأديان مع الموسيقى والفلسفة ما بين 29 غشت و2 شتنبر الجاري مع استضافة متميزة للمغرب بالنظر لغنى وتنوعه الثقافي وتعدديته الروحية. وشارك أزيد من 5000 شخص في المنتديات والحفلات الموسيقية التي أعادت اكتشاف التاريخ الطويل للفلسفة والأدب مع الموسيقى بمقاربة غير مسبوقة. وشكل يوم 2 شتنبر الذي ترأسه مستشار جلالة الملك أندري أزولاي لمناقشة موضوع «حرب وسلام الأديان والثقافات» يوما مميزا في برنامج هذه التظاهرة. وإلى جانب الفيلسوف الفرنسي لوك فيري وأسقف تورني مغر هاربيني والحاخام الأكبر حاييم كورسيا ورئيس جمعية مسلمي تورني حسن حودان, حلل أزولاي الواقع التاريخي والثقافي والمؤسساتي «الذي يؤسس لقدرة المغرب على مقاومة تيارات الفكر الوحيد وإغراءات مجتمع قد يدير ظهره لثقافة الآخر». وقال أزولاي إنه «في محيط دولي يزدهر فيه الانطواء على الهوية وتتعدد فيه الصور النمطية للإقصاء الثقافي والديني, يجسد المغرب خيارات مجتمع يتم فيه الاعتراف بخصوصيات كل واحد واحترامها» مبرزا العتبة التاريخية التي قطعها المغرب من خلال الدستور الجيد الذي تذكر ديباجته أن المجتمع المغربي, الذي صقله التقارب بين مكوناته العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية, تغذى وتعزز بروافده الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.