12 قتيلا سقطوا صرعى .. هي حصيلة حادثة سير ذهب ضحيتها عمال أجراء كانوا يشتغلون لفائدة إحدى شركات المناولة بمديرية الاستغلالات المنجمية بالكنتور .. وحده الطفل بلال الذي شاءت الأقدار أن يتوقف قلبه عن الخفقان، و هو ابن عشر سنوات، ليكون رقما إضافيا ضمن هذه الحصة الثقيلة من الفواجع و المآسي . أرامل .. ثكالى .. و عائلات مكلومة ، الكل يحمل جراحاته في صمت و أناة . اليوسفية مرة أخرى تؤدي الثمن من جلدها و من دم أبنائها .. مدينة «الويجانطي» التي تنتج الذهب / الفوسفاط و تغذي خزينة البلاد بالعملة الصعبة .. هي رقعة جغرافية في المغرب العميق لا يمكن الولوج إليها دون مخاطر .. كل الطرق المؤدية إليها تعود لفترة الاستعمار .. لا صيانة و لا توسيع و لا إحداثات جديدة، فبالأحرى الحديث عن الطريق السيار .. من آسفي إلى اليوسفية و من اولاد عمران إلى بن جرير و من بوشان إلى الشماعية و من اليوسفية إلى مراكش .. كل المنعرجات و المسالك الطرقية الرديئة تنذر بفواجع جديدة .. ماذا استفاد أبناء اليوسفية من «حصيص» السياسات العمومية المطبقة منذ عقود؟ هي البلدة التي بدأت بها الاستغلالات المنجمية منذ مطلع القرن الماضي، وعاء كبير كانت منطقة الكنتور و لا تزال منبعا لا ينضب للثروة الوطنية ، لكن صورتها اليوم و مورفولوجيا العمران بها تشبه إلى حد كبير ««قندهار» .. لاشيء يوحي بالحياة و بالآدمية ؟؟؟ الحوض الفوسفاطي بالمنطقة يعتبر أحد الركائز الأساسية للمجمع الشريف للفوسفاط و هي المؤسسة الإنتاجية الكبرى بالبلاد التي حققت أرقام معاملاتها الملايير بالعملة الصعبة .. فهل كان لهذه الثروة الوطنية أي وقع في محاربة الفقر والحد من الهشاشة و المساعدة على الولوج إلى الخدمات الأساسية ؟ المواطنون البسطاء في قبيلة احمر التاريخية ، رسمت قساوة الزمن تجاعيد الحاجة على محياهم .. بسطاء في مطالبهم و أحلامهم ، لكن حناجرهم «بحت» من أجل استحضارهم في الدورة التنموية الوطنية و في الاستراتيجيات القطاعية المنتجة للاستثمار ولفرص الشغل .. لكن لا من مجيب ! بالمنطقة وتحديدا بالخوالقة يوجد أكبر احتياطي من الماء يكفي لحاجيات 400 سنة وبالمقابل نجد 3500 هكتار من أراضي الجموع دون قطرة ماء ودون نشاط فلاحي أساسي .. نتساءل هنا عن مآل 10,5 مليار درهم الغلاف المالي الكبير المخصص لتمويل مشاريع المخطط الأخضر بجهة دكالة عبدة باليوسفية مسؤولون من طراز « عدي وزيد » ، منذ إحداث العمالة ، لم يتحرك عامل الإقليم بالنجاعة التنموية المأمولة في الجيل الجديد من رجال السلطة اليوم ..بل فتر حماسه في أول جلوس على كرسي المسؤولية هناك ، استنكف عن استقبال المواطنين والإنصات لمطالب الناس البسطاء، فبالأحرى الوقوف على مراسيم « الفاجعة» .. قد لا يكون في حاجة إلى وجع الدماغ .. برفوف مكتبه ملفات عالقة تنتظر من ينفض الغبار عنها، منها «مشروع المطرح البلدي للأزبال و مشروع محطة معالجة المياه العادمة ».. بهذه البلدة ، كل شيء قابل للاستبلاد ، حتى إذا سقط ضحايا صرعى هرول المسؤولون من مكاتبهم المكيفة لتوفير الكفن وتحضير الجثامين .. في حكومتنا الموقرة وزراء يجيدون الخطابة أمام البرلمان، لكن فرائسهم باردة حد المسام! باليوسفية ضحايا بالعشرات وعزلة قاتلة لعقود ، وبشر ليس كباقي البشر ، يأكل القوت وينتظر الموت على قارعة الطريق.. في انتظار الذي يأتي ولا يصل .. وسينعقد حفل الافتتاح تبعا للبرنامج التالي: الأربعاء 8 غشت: كلمة المكتب السياسي والكتابة الجهوية. عرض الأخ محمد محب عضو المكتب السياسي حول : « رهانات المؤتمر الوطني التاسع «. حفل شاي على شرف الإخوة الذين ساهموا في شراء المقر. الخميس 9 غشت: عرض الأخ كمال الديساوي: عضو الكتابة الجهوية ورئيس مقاطعة سيدي بليوط حول : القضايا الكبرى لمدينة الدارالبيضاء . وإذ يدعو مكتب فرع الحي الحسني جميع الاتحاديات والاتحاديين للحضور لهذا الحفل الافتتاحي، فإنه يهيب بالجميع للانخراط في حملة التعبئة التي دخلها حزبنا تحضيرا للمؤتمر الوطني التاسع، الذي يعد محطة مهمة لرفع التحديات المطروحة على حزبنا وعلى بلادنا، تثبيتا للمكتسبات الديمقراطية وصونا لها. وتبعا لذلك فإن فرع الحي الحسني، سيضع رهن إشارة المناضلين والمواطنين مداومة يومية بمقر الفرع، خاصة بعملية تجديد الانخراط والانخراط ابتداءا من الساعة التاسعة والنصف مساءا ، انطلاقا من يوم 10 غشت إلى 17 منه . وذلك انسجاما مع المذكرة التوجيهية للمكتب السياسي. ملحوظة: تقام هذه الأنشطة ابتداءا من الساعة العاشرة مساءا بمقر الحزب.