لعل الطريقة الفجة التي تتناول بها بعض الأقلام الصحفية موضوع المنتخبات الوطنية، وخاصة المنتخب الوطني الأول، تزيد الطين بلة عوض إصلاح الأخطاء والاعوجاجات بالنقد الموضوعي المسؤول والبناء، بعيداً عن التطبيل لطرف من الأطراف، سواء كانت هذه الأطراف إدارية أو تقنية أو من اللاعبين. كيف تريدون أن يكون لنا فريق وطني وهناك من يزال يفرق بين المغاربة كلاعبين محترفين في الأندية الأوربية والممارسين في البطولة الوطنية..؟ فحتى وزير الشباب والرياضة المفروض فيه أن تكون تصريحاته متوازنة وتنطلق من تفكير سليم سقط في هذا الخطأ، عندما صرح لجريدة «المساء» ليوم 2012 / 6 / 4 بقوله: «اللاعبون الذين لا يحملون ألوانهم الوطنية صعب أن يدافعوا عنها..»، فما معنى هذا الكلام غير المسؤول، أعتقد أنه يقصد اللاعبين المغاربة الذين ولدوا بالخارج. فمثل هذا الكلام يخلق البلبلة ويخلط الأوراق. لقد تحدث السيد الوزير على ما أعتقد، وهو في حالة غضب من التعادل أمام غامبيا، مع العلم أن الإنسان يحتاج استحضار عقله وتفكيره أكثر في حالة غضب. وإذا لم يفعل، فماذا ينفع هذا العقل. المنتخب الوطني الأول يا سادة يا كرام، يحتاج إلى برنامج مصادق عليه وإلى سياسة تحدد الأهداف والتوجهات والطاقم البشري الذي تكون مهمته تنفيذ هذه السياسة من تقنيين وإداريين ولاعبين، وليس كل مرة يخسر فيها المنتخب نضطر إلى تغييرات عشوائية، وخاصة على مستوى اللاعبين كل منتخبات العالم تعطي الأولوية للاعبين الجاهزين على مستوى الاحترام أو المحليين، ولم نسمع أنه يتم معالجة مثل هذه المواضيع بسياسة التفرقة بين المحليين والمحترفين إلا عندنا. لماذا لا يتحدثون مثلا عن غياب إجراء لقاءات إعدادية بشكل كافي مثل ما نشاهده حالياً على مستوى المنتخبات الأوربية المؤهلة لنهائيات البطولة الأوربية للمنتخبات «أوكرانيا بولونيا»، حيث كل منتخب أجرى على الأقل ثلاث مباريات إعدادية، بل هناك من أجرى أكثر من ذلك.. فكيف تريدون أن يقع الانسجام في مثل منتخبنا الوطني الذي خاصم مسؤولوه المباريات الاعدادية..؟ فكيف أيضاً تريدون تحقيق الانتصار على «غامبيا» والتشكيلة التي خاضت المباراة أقحمها «المدرب» بمتغيرات تؤكد أن اللاعبين: ياسين الصالحي، بوالرزوق، أيت فانا، بلمعلم، أيوب الخالقي، عبد العزيز برادة وآخرون لا يمكن أن يكون الانسجام حاصل بينهم ومجموعة اللاعبين الآخرين في ظرف زمني قصير وفي غياب مباريات إعدادية. فمن المسؤول إذن عن هذا الارتجال..؟ أعتقد أن جميع المتدخلين في اللعب لكل منهم نصيبه من المسؤولية..؟ فهل انكشفت محدودية المخزون التقني للمدرب «غيرتس».