بساحة جامع لفنا كان لقاء أبناء مدينة بركان، الذين حضروا للدفاع عن حقهم في الصعود، بعد موسم ناجح على جميع المستويات. فمنذ الواحدة من صباح يوم الأحد بدأت الوفود البركانية تتوافد عبر الحافلات (13 حافلة) والقطار والسيارات الخاصة، وحتى عبر الدراجات النارية. إنه العشق الجنوني لممثل عاصمة البرتقال. وتجاوز عدد المشجعين البركانيين 2000 مشجع، في مقدمتهم البطل العالمي و الأولمبي السابق، هشام الكروج، فضلا عن بعض اللاعبين السابقين والمسيرين القدماء، وعلى رأسهم الحاج نجم، فضلا عن العديد من الفعاليات الاقتصادية بالمدينة. كان الرهان الأوحد بالنسبة للجميع هو الدفاع عن حلم الصعود و العودة إلى بطولة الأضواء بعد غياب ناهز ربع قرن. قدم الجمهور البركاني درسا في التشجيع الحضاري، البعيد عن كل مظاهر الشغب، جمهور جاب المدينة طولا وعرضا دون أي مشكل، ساهم في ذلك حسن التنظيم، والحرص الأمني الكبير، حيث تم توفير كل الشروط لإنجاح مباراة العمر بالنسبة للبركانيين، وكانت أمام الكوكب المراكشي، برسم الجولة الأخيرة من بطولة القسم الوطني الثاني. تسربل المركب الجديد لمراكش باللون البرتقالي، وانطلقت الأهازيز والشعارات المساندة للنهضة البركانية، كما خصص لاعبو النهضة تحية خاصة للإطار الوطني هشام الدميعي، الذي قاد الفريق في أغلب مباريات هذا الموسم، قبل أن يغادر الفريق وهو في الصفوف الأمامية،، ليخلفه منير لهبيل، رجل المرحلة بامتياز، بمساعدة نكيري والبرازي. ما إن أعلن الحكم بولحواجب عن انطلاق المقابلة، حتى انطلق باب الشك والإشاعة، حيث راج أن الاتحاد البيضاوي خصص منحة مهمة للاعبين المراكشيين، وهناك من روج لتسهيل مأمورية النهضة البركانية، وأن الحكم هو الذي سيحسم في اللقاء.. لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، حيث كذب واقع اللقاء كل هذه التكهنات والإشاعات، فكانت البداية لصالح الفريق الزائر، الذي كان الأقرب للتسجيل لولا براعة الحارس زهير عفيفي في أكثر من مناسبة. ومع مرور الوقت، وعلى إثر مرتد سريع، ساهم فيه العديد من اللاعبين، يتوج بوصول الكرة للاعب الهردومي، الذي أسكن الكرة بطريقة ذكية شباك الحارس المتألق عادل الرزاقي، الذي كان له الفضل في هذا الانجاز، في غياب الحارس الرسمي منير لبرازي الذي جمع 4 إنذارات. الدقيقة 35 كانت عبارة عن ضربة قاضية للجماهير البركانية، حيث ساد الصمت لمدة طويلة، خاصة بعد انتشار خبر تسجيل الهدف من طرف الاتحاد البيضاوي، وكان الكوكب في هذا الشوط قد منح الاتحاد البيضاوي بطاقة الصعود. الجميل أن الجمهور البركاني لم تكن ردة فعله عدائية، بل استمر في بداية الشوط الثاني بنفس الحماس والثقة، يساند فريقه غير مبال بما يجري بمركب العربي الزاولي، ليتمكن الفريق البركاني من الحصول على ضربة جزاء، نفذها بنجاح اللاعب رضا المختاري، لينقلب المركب الرياضي بمراكش إلى فرحة عارمة، مع توجيهات صارمة من دكة الاحتياط من أجل الحفاظ على النتيجة، التي منحت لفريق النهضة البركانية تأشيرة العودة إلى القسم الأول. مع نهاية المقابلة، انهمرت الدموع فرحا، وتعالت الأصوات وسجلت حالات إغماء في صفوف عشاق ومسؤولي النهضة، الذين انفجروا فرحا في حالة هيستيرية. الرئيس فوزي لقجع توجه صوب الجماهير حاملا قميص الفريق، فيما أغمي على منير لهبيل. أما الحاج حكيم الوجدي فلم يقو على متابعة المقابلة، فقد بكى قبل اللقاء وهو يودع اللاعبين بالفندق، وانهمرت دموعه من جديد وهو يستقبلهم بعد النجاح، أما بوسحابة أحميدان فقد بدا كطفل صغير يبكي إلى جانب الحاج نجم وعبد المجيد، الذي قدم شيكا بمبلغ 100مليون سنتيم للفريق، ليستمر الاحتفال إلى ساعات متأخرة من الليل.