أفريقيا هي منجم الذهب الرئيسي للعالم في كرة القدم، واستفادت فرنسا ، ألمانيا، إيطاليا، وإنكلترا، وحتى هولندا من هذا المنجم، عشرات بل مئات من اللاعبين الأفارقة ينتشرون في أوروبا، ويحتلون الصدارة في الكثير من الفرق الكبرى، بل والمنتخبات الكبرى، وعرب أفريقيا يأخذون نصيبا كبيرا في النجومية والتألق، ولكن للأسف ليس مع المنتخبات العربية ولكن مع المنتخبات الأوروبية. فمن قبل افتتحها زين الدين زيدان الجزائري في منتخب فرنسا، ثم مواطنه سمير نصري، وكريم بنزيمة، وفي منتخب ألمانيا يتألق التونسي سامي خضيرة، وفي إيطاليا المصري كريم شعراوي ومن قبله حرس رامي شعبان المصري أيضا مرمى المنتخب السويدي.. هي أمثلة وليست على سبيل الحصر فهناك نجم جديد يخطو خطواته الأولى في عالم النجومية، باسم عربي وصفات وأصل مغربي وقميص المنتخب الهولندي.. إنه آدم ماهر. وآدم ماهر هو من مواليد 20 يوليوز 1993، لم يتجاوز عمره ال19 عاما، ويلعب في مركز خط الوسط الهجومي، ويجيد المهام الدفاعية، وتدرج اللاعب في مراحل الناشئين بنادي إيه زد ألكمار، ولعب لمنتخبات الناشئين والأشبال حتى وصل إلى منتخب الشباب والأولمبي. وحاول المدرب إيريك غيريتس ضمه لصفوف المنتخب المغربي، كما حاول من قبله مدرب الأولمبي المغربي، ولكن اللاعب فضل الدفاع عن ألوان القميص البرتقالي كمواطن هولندي بدلا من اللعب بالقميص الأخضر لأسود الأطلسي. وولد آدم ماهر لأب مغربي وأم مغربية، في مدينة آيت إيزو المغربية، وهاجر مع أسرته لهولندا في سن صغيرة، وأقام هناك وحصل على الجنسية، والتقطته العيون الخبيرة وضمه نادي إيه زد ألكمار لصفوفه، ومن خلاله تدرج اللاعب في مراحل الناشئين بالنادي وبالمنتخبات الهولندية. وشارك اللاعب مع المنتخب الهولندي في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة في 2009، وسجل آدم حضوره الأول في عالم الاحتراف مع إيه زد ألكمار أمام نادي باتي بوريسوف في الدوري الأوروبي، وسجل هدفا مهد لاختياره أفضل لاعب صاعد في هولندا في 2011، وحتى الآن لعب آدم 35 مباراة في الدوري الهولندي، وأحرز 5 أهداف. ووقع اختيار المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك على النجم المغربي الأصل للمرة الأولى للانضمام لطواحين هولندا، في ماي من العام الجاري، وأعلن المدرب وضع اللاعب ضمن صفوف المنتخب المشارك في يورو 2012، ولكنه حتى الآن لم يسجل حضوره الأول. وقد يسجل آدم ماهر حضوره الأول مع المنتخب الهولندي، في كأس الأمم الأوروبية، وقد لا يحالفه الحظ، ولكن يبقى اللاعب تحت الميكروسكوب، وانتظروه دائما إذا لعب، فهو لاعب أوروبي الطابع بنكهة المهارة الشمال أفريقية المليئة بالحرفة والإبداع المهاري.. آدم ماهر نجم آخر ينتظر السطوع.. فص ألماس آخر سقط من جيوب العرب.