يستضيف المغرب، من خلال جامعة سيدي محمد بن عبد الله ابتداء من اليوم، المنتدى الثالث لرابطة الجامعات الإيبيروأمريكية، وبمشاركة الجامعة الدولية للأندلس بإسبانيا. المنتدى يروم بناء جسور تشاركية بين المغرب، الأندلس، وجامعات أمريكا اللاتينية في ظرفية دقيقة تتميز عالميا بالأزمة التي تعصف بكبريات الدول والمجتمعات. لقد بقيت علاقة المغرب بأمريكا اللاتينية دائما بعيدة عن الاستثمار الأمثل، وضعيفة بالمقارنة مع علاقته بأوروبا أو العالم العربي. ربما كان بعد المسافة من الأسباب التي لعبت دورا في ضمور هذه العلاقة، ولكننا الآن نعيش زمن التحالفات، وزمن التقاطبات الكبرى إن على صعيد الاقتصاد أو المجتمع أو الثقافة. وها نحن نحاول أن نمد الجسور على الصعيد الأكاديمي والجامعي مع فضاء متنوع بثقافاته وباقتصادياته الكبرى، ونفتح الجامعة المغربية على تعاون دولي جنوب جنوب ذي طبيعة خاصة. والغريب أن علاقة تاريخية توطدت بين المغرب، وخاصة مدينة فاس وبين أمريكا اللاتينية من خلال الأندلس، ومن خلال هجرات كثيرة عبر التاريخ، ولكننا لم نحسن استثمار هذه العلاقة، وبقينا دائما ننظر إلى الشمال بدل الجنوب. ونحاول من خلال مبادرتنا هذه إحياء علاقتنا بالفضاء الأمريكوإيبيري من خلال تواصلنا الأكاديمي مع بلدان أمريكا اللاتينية، وبحضور الجامعة الدولية للأندلس. سينكب المنتدى على مواضيع هامة، تهم برامج الشراكة بين المغرب، الأندلس وأمريكا اللاتينية، وعلى برامج التعاون العلمي خاصة برنامج إيراسموس مونديس في مقارنة تطبيقه بين المغرب وأمريكا اللاتينية، وسنهتم بشكل أساسي بدور الجامعات في تطوير العلوم والتكنولوجيا ومقارنة التجارب مختلف الدول. وسنخصص اليوم الأخير للمنتدى لبحث سبل تحقيق عالمية التعليم العالي، لكي لا يبقى تجارب إقليمية معزولة. فالرهان الآن هو رهان التشارك والتحالف، ومستقبل الجامعة يكمن في قدرتها على خلق أقطاب متكاملة تتجاوز الحدود الضيقة للتكوين أو البحث العلمي. هو إذن منتدى يفتح الجامعة المغربية على آفاق واعدة في المستقبل، ويوجه الاهتمام إلى ما يمكن أن يجمع بلدانا مثل المغرب، الأندلس، و أمريكا اللاتينية أكثر مما يفرق بينها. والأزمة التي تعصف بالعالم الآن لا يمكن تجاوزها إلا من خلال البحث عن تحالفات دولية قوية إن على صعيد الاقتصاد أو على صعيد البحث العلمي وبرامج التكوين، وهذا هو رهان المستقبل. * رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله