إذا كان بعض الفنانين الفرنسيين ينهجون فلسفة الحياد تحت غطاء «الفنان للجميع»، و «الفنان للجمهور يساراً ويميناً»، فإن الانتخابات الرئاسية الماضية أخرجت فنانين وازنين من قوقعة الحياد وتموقفوا لصالح هذا المرشح أو ذاك، بل هناك من كان يسارياً مع ميتران وأصبح اليوم يمينياً مع ساركوزي، والدليل الفاضح الذي أضحى عرضة للتنكيت حول «قلب الفيستة» ما هو إلا المطرب إنريكو ماسياس ... الممثل الكبير جيرار دو بارديو أخذ صف ساركوزي إلى جانب أقلية قليلة من الفنانين، من بينهم المغنية المنسية ميراي ماتيو والمغني باربو ليفيان، في الوقت الذي اختفى فيه فنانون آخرون سبق أن ساندوا المرشح اليميني خلال انتخابات 2007، ومن بينهم الشاب فوضيل، الذي دخلت أغانيه عالم الشيخوخة... واليوم، ها هم فنانون متعددون ساندوا بصوت مرتفع المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، وعبروا عن موقفهم علانية بدون لف أو دوران، هناك من أعطى صوته للمرشح الفائز باقتناع تام ببرامج الاشتراكيين، وهناك أقلية ساندت هولاند لوضع حد لسياسة ساركوزي وأتباعه الفاشلة في اعتقادهم... من بين الأسماء الفنية الوازنة التي وقفت إلى جانب المرشح الاشتراكي الفائز، نجد الفنان الرياضي المحبوب لدى الفرنسيين يانيك نواه، الذي أتحف ساحة لاباستيل بأغانيه وتحركاته ليلة الاحتفال بالنصر، والفكاهي الكبير كي بودوس، الذي كان دائماً مسانداً للراحل فرانسوا ميتران إلى جانب الفنان المتمرد رونو ... ولا نعتقد أن مرشحاً للرئاسة الفرنسية منذ بداية الجمهورية الخامسة عرف مساندة من طرف الفنانين المبدعين والكتاب والرياضيين، كما عرفها الرئيس الحالي فرانسوا هولاند... الفنانة ذات الصوت الذهبي جولييت گريكو، والفنان الملتزم صاحب الكلمات القوية جاك إيجلان، و الشاب الصاعد المحبوب بينبار، الذي تغلغل في قلوب الشباب، والفكاهي الأستاذ في الارتجال الكوميدي جمال الدبوز، والمغني الذي يملأ القاعات أسابيع وشهور ميشال ديلبيش والممثلة المقتدرة أيما اقتدار جان مورو، إضافة الى المخرج المتميز جاك ڤيبير والممثلة الفكاهية الشهيرة ماشاميريل، ورجل التمثيل العملاق جيرار دارمون، علاوة على الممثلتين الكبيرتين المنتميتين إلى «مجموعة سبلونديد» أنيمون وجوزيان بلاسكو بمعية تييري ليغميت وجيرار جينيو وميشال بلان وآخرين... فنانون من الوزن الثقيل إذن، ساهموا مساهمة فعالة بدورهم كفنانين مواطنين تهمهم بالدرجة الأولى مصلحة البلاد والعباد، وقفوا صفاً واحداً وراء المرشح الاشتراكي، وكانت النتيجة كما كانوا يأملون، وسيحاسبون يوماً ما مرشحهم المفضل إن هو لم يف بالوعود... أما الفنانون القلائل الذين وقفوا بجانب «ساركو» هكذا يسمونه، فستنتظرهم ، ولامحالة، سكيتشات تتهكم منهم خاصة في برنامج «لي گينيول» على القناة الرابعة، هذا ولو حطوا الرحال مستقبلا في سويسرا أو أمريكا أو جزر الوقواق؟!