عرف الكمون منذ القدم، حيث ذكر في العدد من الكتب المصرية، وقد كان يستنبت في القرون الوسطى بأوروبا والجزيرة العربية والهند والصين، وتبقى الهند، و كالكوتا، والمغرب، وصقيلية، ومالطة من أهم المناطق المصدرة للكمون، كما استعمل قديما في الطب مع الخبز والماء، و النبيذ و كان يعتبر من أفضل التوابل، و أن تناول الكمون يزود الجسم بكميات عالية ومفيدة من الدهون الأحادية غير المشبعة، ومن الألياف، ومن العديد من الفيتامينات والمعادن. في وقتنا الحالي لم يفقد الكمون مكانته عند الإنسان، لازلنا نجد أناس يستعمله في العلاجات الطبية الشعبية أو في الطب البيطري، ومن فوائده الطبية العديدة أنه مدر للبول، يفتت الحصى والرمل المترسب بالكلى، ويوقف تقطر البول وخروج الدم مع البول، كما أنه مساعد قوي على الهضم، وهو منشط للجهاز الهضمي ومزيل للمغص ويقضي على الغازات بالأمعاء، ويوقف نزف الدم من الأنف (الرعاف) بفضل مادة التانين التي تسد مكان النزف، إذ يمكن تنشق رائحته بعد صب القليل من الخل على كمية من مسحوق الكمون، إذ أن الرائحة الناتجة عن هذا الخليط تسرع وقف نزيف الأنف. كما أنه مفيد للكبد إذ أن تناول الكمون باستمرار يقلل من الإصابة بسرطان المعدة والكبد بمساعدتها على تذويب الدهون والحفاظ عليه خاليا من السموم، وأيضا يحفز على إفراز حامض المعدة، كما يمكن وضع القليل منه على مكان تورم اللثة حتى يزول ذلك التورم والالتهام و آلام الأسنان، وهو مفيد لدوي الشهية الضعيفة إذ أنه فاتح للشهية، ويحمي من قصور النظر وإصابة العين الزرقاء، ويسرع التئام الجروح والجراحات، وهو من أهم المواد التي تزيد من كمية الحليب لدى المرضع، حيث يمكن مزج القليل من العسل مع غرام واحد من مسحوق الكمون وتتناوله المرضع. مع العلم أن الدهون الأحادية غير المشبعة مفيدة لضبط نسبة الكولسترول الضار ولوقاية الشرايين القلبية والدماغية من أي إصابة، أما الألياف الغذائية فهي مفيدة لخفض سرعة امتصاص السكر من الطعام وإعاقة امتصاص الكولسترول وتسهيل مرور فضلات الطعام من الجسم خلال عملية التبرز، والزنك والفسفور فهما من المعادن المفيدة في تنشيط عمل الأعضاء الجنسية عند الرجل، والكالسيوم مهم لصلابة العظام، والحديد لتقوية الدم وإنتاج الهيموغلوبين، في حين أن البوتاسيوم وفيتامين «ج» من المواد الطبيعية المفيدة في تقليل احتمال حصول اضطرابات في القلب والأوعية الدموية، بينما فيتامينات «ب1» ب2» فهي مفيدة لتهدئة الأعصاب وتحث عن النوم وله تأثير على عدد من الوظائف العصبية، وهناك بعض الأبحاث التي تقول أن زيوت الكمون تخفف من حدة القلق. لا تقتصر فوائده على الجانب الطبي بل هو مفيد للتجميل، إذ يمكن استعمال الماء مع الكمون بعد غليه لتصفية بشرة الوجه وذلك باستعماله كمنظف مرة أو مرتين في الأسبوع، ولمحاربة السمنة يمكن نقع القليل من الكمون في كوب ماء مغلى مع ليمونة مقطعة على شكل دوائر ويترك طوال الليل ثم يشرب الماء في الصباح قبل الأكل، كما يضاف الكمون إلى بعض الأطعمة التي يعطيها طعما طيبا، حيث أنه في ألمانيا يضاف زيته إلى الحلويات والخبز والكعك لتعطيرها، كما يستعمل في فرنسا يتم استعمال زيت الكمون في صناعة العطور، وفي هولاندا يدخل هذا الزيت في صنع نوع من الجبن. أما لنظافة المنزل فالكمون يعتبر طارد مهم للنمل، إذ يكفي وضع القليل من حبوب أو مسحوق الكمون بمكان تواجد النمل حتى يختفي ويترك المكان.