انخرطت الفيدرالية المغربية لطب الأطفال في فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح ، الذي دعت إليه منظمة الصحة العالمية في الفترة ما بين 21 و 28 ابريل من السنة الجارية، وذلك بتنظيم عدة أنشطة، لم تقف عند حدود مشاركة الأطباء ومهنيي قطاع الصحة فقط ، وإنما شملت عددا من الفنانين والفاعلين وحتى التلاميذ. البروفسور «عزيز بوصفيحة»، اختصاصي في أمراض المناعة عند الأطفال، بمستشفى الأطفال التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء إضافة إلى كونه رئيسا لجمعية «هاجر»، أكد على أن برنامج التلقيح/التمنيع « هو فعال وناجح، إذ بفضله أصبح المغرب نموذجا يحتذى به في مجال التلقيح على الصعيدين العالمي والإفريقي. كما يغطي هذا البرنامج المجاني حوالي 95% من الأطفال المغاربة، ويتم تطعيم 5% فقط من طرف القطاع الخاص، إضافة إلى كون هذا البرنامج يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية «. الأسبوع الذي شكل فرصة للتذكير بكون التلقيح هو أنجع وسيلة لإنقاذ الأرواح وذلك تحت شعار «الحماية من حقهم»، شدد خلاله البروفيسور «حسن أفيلال»، رئيس الفيدرالية المغربية لطب الأطفال ، على أن «المغرب متجند للتحسيس بأهمية التلقيح بمناسبة الأسبوع العالمي للتطعيم»، معتبرا أن التظاهرة هي مناسبة من أجل إبراز مزايا التلقيح وتعزيز الزخم وزيادة التركيز على إجراءات محدّدة من قبيل ما يلي «إذكاء الوعي بالطريقة التي يسهم بها التمنيع في إنقاذ الأرواح زيادة التغطية بخدمات التطعيم من أجل الوقاية من الأمراض الفتاكة بلوغ المجتمعات المحلية التي تعاني من التهميش ولا تستفيد من الخدمات بشكل كاف (مثل من يعيشون في المناطق النائية والمواقع الحضرية المحرومة والدول الهشّة والمناطق التي تمزّقها الصراعات) لتطعيمها باللقاحات القائمة واللقاحات المتاحة حديثاً»، مضيفا بأن «التمنيع هو من أكثر التدخلات الصحية نجاحاً ومردودية، فهو يمكّن من تفادي مليوني إلى ثلاثة ملايين وفاة كل سنة. كما أنّه يقي من الأمراض المزمنة، وحالات العجز، والوفيات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الخناق والتهابي الكبد A وB والحصبة، وداء المكورات الرئوية، وشلل الأطفال، والإسهال الناجم عن الفيروس العجلي، والكزاز، والحمى الصفراء». واعتبر البروفسور» عزيز بوصفيحة» أن من شأن تعميم لقاح التهاب الكبد «أ» على كل الأطفال المغاربة، عوض اقتصاره على القطاع الخاص، تعميم الاستفادة من خصائصه الوقائية، وذلك وفقا لما أثبته واقع أقسام معالجة أمراض الأطفال المعدية بالدارالبيضاء، حيث سجلت كثير من حالات الإصابة بالفيروس، عدد منها دخلت للاستشفاء بينما كان مصير أخرى الوفاة. وشدد رئيس جمعية هاجر على أن الإقدام على هذه الخطوة سيمكن من المساهمة في تقليص نفقات العلاج والتشخيص، وإجراء التحاليل الطبية، وشراء الأدوية، في المستشفيات العمومية، فضلا عن منح الطفل حياة أفضل، من خلال تخفيض أيام غيابه عن كرسي الدراسة، والرفع من أوقات مشاركته أقرانه في الحياة الطفولية، أخذا بعين الاعتبار أن المرض يدخل الطفل في حالة من الشعور بالإعياء الشديد، التي يفقد خلالها القدرة على الحركة وتنعدم فيها شهيته للأكل. من جهته وقف البروفسور» عبد الرحمان عبيد» عضو الفيدرالية واختصاصي في طب الأطفال، عند أهمية إدراج اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، من أجل الحد من فتكه بالعديد من النساء على الصعيد الوطني، ورفع مستويات النفقات العلاجية والاستشفائية إلى درجات عليا. كما تطرق المشاركون خلال هذه التظاهرة إلى أهمية لقاحي «الروطافيروس»، المقاوم للإسهال المؤدي إلى اجتفاف خطير في الجسم، واللقاح ضد «البنوموكوك»، الذي ساعد في مقاومة التهابات الرئة الخطيرة لدى صغار السن، لضمانه حماية ضد 92 في المائة من الميكروبات المسؤولة عن الداء، كما أجمعوا على اختفاء العديد من الأمراض الخطيرة، التي كانت تفتك بالأطفال في المغرب، بفضل مخطط التلقيح الوطني للتلقيح المطبق، طيلة السنوات الماضية، وبسبب احترامه لشروط التخزين ولسلسلة تبريد التلقيحات خلال نقلها إلى المستشفيات. يذكر أن عددا من الوجوه الفنية من أمثال «سعيد مسكر»، «نعمان لحلو»، «حميد الحضري» .. وغيرهم، قد ساهموا في إبداع لوحة مشتركة ضمن فعاليات هذا الأسبوع من أجل التحسيس بأهمية التلقيح.