يعرف التنظيم الشبابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الآونة الأخيرة حركية جديدة ودينامية تفاعلية ما بين الطاقات و الفعاليات التي يزخر بها، استعدادا للمحطات التنظيمية وكل الاستحقاقات الانتخابية ، فكانت آخر تظاهرة تم تنظيمها من قبل الشباب الاتحادي وبدعم من المكتب السياسي، الملتقى الأول للشبيبة الاتحادية بمدينة سلا أيام 20، 21 و 22 أبريل 2012 بالمركز الوطني للرياضة مولاي رشيد المعمورة ,تحت شعار "المشروع المجتمعي وتطلعات الشباب". هذا الملتقى الذي شارك فيه أكثر من150 مشاركا ومشاركة على مدى يومين من خلال ست ورشات, ترتبط أساسا بواقع وقضايا الشباب المغربي، خصصت ورشته الأولى للمنظومة التربوية بين وظيفة التكوين والتأطير وسؤال التشغيل والتي أطرها رئيس جامعة محمد الخامس وائل بنجلون، ثم ورشة التشغيل الذاتي بين هاجس البطالة وسؤال التشغيل, المؤطرة من طرف أحمد رضا الشامي عضو المجلس الوطني للحزب، وعزيز درويش الذي قدم تجربته الميدانية في التشغيل الذاتي، وورشة الربيع العربي وتحديات المستقبل التي أطرها كل من فاطمة بلمودن, عضو المكتب السياسي والأستاذ الجامعي المالكي الماليكي, بالإضافة إلى ورشة الاقتصاد المغربي وسؤال الحكامة التي تم تأطيرها من طرف العربي الحبشي عضو المكتب المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل، وعبد المولى عبد المومني عضو المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، فضلا عن ورشة خصصت لدور المجتمع المدني في بناء النضال الديمقراطي، وورشة الشباب والمسؤولية السياسية. وأسفرت النقاشات الغنية والمستفيضة والتفاعلية ما بين الشباب الاتحادي الذي ضم الطلبة الجامعيين والتلاميذ من جهة والمؤطرين، و التي عرفتها الورشات الست لهذا الملتقى، على توصيات ومقترحات سيتم تجميعها في كتيب وسيعمل على طبعه وتعميمه على كل أطر الشبيبة الاتحادية بحسب أحد أعضاء اللجنة المنظمة. وكانت الجلسة الافتتاحية التي عرفت حضور أزيد من 700 مشارك ومشاركة في مقدمتهم فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول للحزب، وأعضاء المكتب السياسي إدريس لشكر، وفاطمة بلمودن، ومحمد بوبكري, ومحمد درويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، عبد الحفيظ الدباغ الكاتب العام لوزارة التعليم العالي، أحمد رضا الشامي الوزير السابق لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وعبد المولى عبد المومني رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بالإضافة إلى أعضاء الكتابة الاقليمية للحزب، وعدد من المناضلين الاتحاديين المنتمين للفروع الحزبية، كانت قد افتتحها فتح الله ولعلو بكلمة عن المكتب السياسي، اعتبر فيها أن الشباب هم من يشكل أمل الاتحاد الاشتراكي, بل وأمل المغرب في المستقبل لترسيخ قيم الديمقراطية والحرية والحداثة، لذلك دعا إلى تحيين المشروع المجتمعي للحزب ليستجيب أيضا لتطلعات وطموحات الشباب المغربي كمكون ديموغرافي أساسي في المجتمع. وأكد ولعلو في هذا الملتقى الذي اسماه بملتقى الأمل، أن الاتحاد مطالب بالعمل على تجديد مشروعه المجتمعي وذلك بإغناء الهوية الاتحادية الوطنية الديمقراطية الاشتراكية، بالمستجدات والتحولات التي نعيشها سواء على صعيد المنطقة أو على الصعيد العالمي والجهوي والاقليمي، ثم استكمال برنامج العمل الذي يتماشى مع موقع الحزب في المعارضة, سواء داخل البرلمان وخارجه، أو عبر كل القنوات لطرح البدائل الاقتصادية والاجتماعية التي ينتظرها الشعب المغربي والمتعلقة بالأساس بإستراتيجية التطور وقضايا التنمية بالبلاد، فضلا عن تمنيع وتقوية الأداة الحزبية وإعطائها المصداقية بتلحيمها ، وتطعيمها، وتشبيبها، وتأنيثها، لأنه من مصلحة الحزب والبلاد أن يكون الاتحاد قويا في المستقبل. وشدد ولعلو على أن الاتحاد، مطالب لتحيين مشروعه, خاصة وأن العالم قد تغير في العديد من المرات، وآخرها الحراك السياسي والاجتماعي الذي عرفته المنطقة العربية . كما تدخل في هذه الجلسة الافتتاحية كل من إدريس لشكر ومحمد بوبكري بعد الاستماع لمداخلات الشباب الاتحادي في نقاش تفاعلي يهم عددا من القضايا السياسية والتنظيمية، وأكد لشكر على أن هناك تيارا محافظا في غمرة القرن 21 المتميز بالطفرة التكنولوجية والمعرفية، وعصر الحداثة والإعلام الالكتروني، والتنوير الثقافي ودخول المغرب للعهد الرقمي، يريد أن يرجعنا إلى الوراء. ففي الوقت الذي من المفروض أن ننخرط في قيم الحداثة والديمقراطية هناك توجه محافظ نعرف قادته منذ أن كانوا في بداياتهم داخل الجامعة يسعون بكل ما أوتوا من قوة كي يرجع المغاربة إلى حياة عصر القرون الوسطى. ودعا محمد بوبكري بعد استعراضه لمظاهر الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعرفها المغرب، وبروز مؤشرات مقترح الدولة الذي فشل في تدبير المرحلة الحالية ، للانخراط برصانة في ملكية برلمانية بالمغرب, ضامنة لوحدته واستقراره، مشددا على استقلالية الأحزاب في القرار السياسي كي يتأتى لها للقيام بدورها الدستوري الذي ينص عليه الدستور.