في الوقت الذي كان الاستعداد على قدم وساق لاتخاذ كامل الاحتياطات الأمنية لاستقبال رئيس أقوى دولة في العالم في مدينة قرطاجنة الكولومبية, التي احتضنت مؤخرا مؤتمر الدول الأمريكية ، كان عدد كبير من الحراس الخاصين للرئيس أوباما منشغلين بالبحث عن بائعات الهوى ، غير آبهين بما يمكن أن تؤدي إليه هذه التصرفات من مخاطر وفضيحة سياسية. التحقيقات الأولية ، أو على الأقل ما تسري منها تؤكد أن 11 من الحرس الخاص للرئيس الأمريكي وأزيد من عشرة من العسكريين متورطين ، والملف برمته اتخذ منحيين ، الأول التحقيقات الميدانية التي يباشرها فريق مشترك بين وزارة الدفاع الأمريكية ، البنتاغون ، والمخابرات الأمريكية في مدينة قرطاجنة الكولومبية ، والمنحي الثاني التحقيقات التي يباشرها الكونغرس الأمريكي. ولأن ما حدث يمثل فضيحة من العيار الثقيل, انتقلت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية إلى قرطاجنة لكشف ما حدث بالضبط في تلك الأيام التي سبقت وصول الرئيس أوباما إلى المدينة الكولومبية التي اتخذت شهرتها العالمية من موقعها الاستراتيجي على المحيط الأطلسي وكونها مسقط رأس الكاتب الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز. ورغم الستار المضروب على مسار التحقيق, فقد بدأت بعض الخيوط تتكشف ، حيث أن واحدة من بطلات هذا المسلسل الفضائحي التشويقي، وهي عاهرة تبلغ من العمر 24 سنة ، وتفضل أن تصف مهنتها ب« «المرافقة» روت ما جرى لها وإحدى رفيقاتها مع اثنين من حراس أوباما لجريدة «نيوورك تايمز» ونقلت تفاصيله يومية « «إيل باييس» . وحسب هذه الرواية, فإن الحارسين الخاصين لأقوى رجل في العالم لم يكشفا لهما عن هويتهما ، عكس ما أشارت إليه مصادر إعلامية أخرى. وتضيف « المرافقة» الكولومبية أنها كانت بصحبة صديقتها في إحدى الحانات عندما التقيا بالحارسين الخاصين لأوباما ، وهناك تبادلا أطراف الحديث رغم أن التواصل بينهم كان صعبا بسبب اختلاف اللغة ، لكن ذلك لم يمنع من التفاهم ,تضيف ، وهكذا بعد احتساء بضعة كؤوس عرض عليهما الأمريكيان مصاحبتها إلى فندق « الكرايب» الفخم وقضاء الليلة معهما هناك ، وتضيف أنهم استقلوا سيارة أجرة ، وفي الطريق إلى الفندق طلبت من السائق التوقف لشراء واقيات ذكورية. وفي الطريق أيضا ، تضيف « المرافقة» الكولومبية أنها طلبت من الأمريكي « هدية» مقابل قضاء الليلة معه ، ورغم أنها لم تكن على علم بمهنته الحقيقة إلا أن هيأته كانت تدل على أنه غني ، وهو ما جعلها تحدد قيمة هذه الهدية ب800 دولار ، فوافق هذا الأخير. مر كل شيئ على مايرام ، تضيف « المرافقة» الكولومبية ، لكن في الصباح الباكر حدث ما لم يكن في الحسبان. في السادسة والنصف صباحا أيقظها هاتف موظفي الاستقبال في الفندق والذي أخبرها أن على جميع العاهرات مغادرة الفندق الفخم على وجه السرعة ، وهو ما امثتلت له ، غير أن مرافقها نسي ما وعدها به الليلة السابقة ومنحها فقط مبلغ 50 ألف بيزو كولومبي وهو ما يعادل حوالي 30 دولارا. ما حدث مع ذلك عادة ما لاتشهد الفنادق مثيلا له بين العاهرات وزبنائهن ، فقد بدأت « المرافقة» الكولومبية تصيح ووقع شجار بينها وبين زبونها الأمريكي الذي أخرجها بالقوة ، فتوجهت إلى غرفة صديقتها طلبا للمساعدة وبالتالي استيقظ عدد كبير من نزلاء الفندق الفخم وبينهم عدد من الحراس الخاصين لأوباما, كانوا أيضا رفقة عاهرات ، فأصبحت الفضيحة أكبر مما يمكن التستر عنه ,لأنه بعض لحظات كان أفراد من الشرطة الكولومبية بالفندق. في تلك الأثناء كان الأمريكي الآخر الذي رافق صديقة بطلة هذه الفضيحة ,قد تمكن من تحصيل مبلغ 225 دولارا وأعطاه لها في محاولة يائسة لتسوية الخلاف ، لكن الوقت كان قد فات. وتؤكد « المرافقة» الكولومبية أنها لم تعرف بأن من قضت معه تلك الليلة وتشاجرت معه بعد ذلك من الحراس الخاصين لأوباما, إلا بعد مرور بضعة أيام ، عندما اكتشفت أنها بطلة لقصة وصل صداها إلى مختلف البقاع وأصبحت موضوع تحقيق على أعلى المستويات في الولاياتالمتحدة، وهو ما جعلها تخشى مما قد يحدث لها كرد فعل وفي قلق دائم. التحقيق مازال متواصلا, لكن بعض الرؤوس في دائرة الحرس الرئاسي الأمريكي بدأت تسقط ، فقد قرر أحد المتورطين إلى التقاعد الطوعي وآخر قدم استقالته وثالث تم تسريحه ويهدد بمقاضاة وكالة الاستخبارات الأمريكية ، وهي فقط البداية ,إذ يتوقع تسريح واستقالة آخر ، مما ينبئ بأن ما حدث كشجار بسيط في فندق بين عاهرة ورجل أصبح مشابها لكرة الثلج التي كلما تكبر كلما تحصد معها المزيد من الرؤوس.