اكتسح الباعة الجائلون أهم شارع بالمدينة، وهو شارع محمد الخامس، منذ سنوات، إلا أن هذه العشوائية استفحلت أكثر في الآونة الأخيرة، حيث أضحى الشارع الذي يحمل اسم أب الأمة المغربية ، وعلى طول امتداده، عنوانا للفوضى واصطفت المئات من العربات المجرورة والقارة، و اكتظ بالفراشة الذين يبيعون كل ما يمكن أن يخطر على البال . فيمكن للمتجول أن يعثر على رؤوس الأبقار والأغنام المذبوحة في ظروف غامضة ، وصناديق الأسماك التي لا يعرف مصدرها ، و المتلاشيات التي تخلصت منها الدول الأوربية لما تشكله من كوارث على بيئتها ، ومواد التهريب منها ما لم يعد صالحا للإستهلاك ، وكميات ضخمة من الخضر والفواكه ، وألبسة الكبار والصغار معروضة على طول الأرصفة ، وباعة الأقراص المدمجة يملؤون الفضاء ضجيجا ، ويلوثون الذوق العام ... والنتيجة هي أن هذا الشريان الرئيسي بالمدينة أضحى محتقنا ، وملوثا ، ومشوها ، وتفشت فيه بعض الممارسات الشاذة ، وتوسعت به رقعة الاعتداءات على النساء والأطفال ، وتلوثت آذان المواطنين والمواطنات بقاموس لغوي ساقط ، وتعرقلت حركة مرور وسائل النقل الخفيفة ، وأصيب تجار القطاع المنظم الذين يعيشون تحت حصار هؤلاء الفراشة، بالإفلاس ، وتعطلت الدراسة بثانوية مولاي عبد الله الشريف ، ومدرسة الفقيه الرهوني الابتدائية بسبب ضجيج مكبرات الأهازيج المتسللة من هنا وهناك ... مصادر مطلعة أكدت للجريدة بأنها سجلت في الشهور الأخيرة ، توافد عدد كبير من الباعة الجائلين على وزان من الحواضر والقرى المجاورة ، بسبب « تساهل مخدوم» للجهاز الإداري بالمدينة ، وبسبب الاستقالة المطلقة للمجلس البلدي من أداء وظائفه بعد أن خرج إلى الوجود مشلولا . الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء المواطنون الذين يعيلون أسرا متعددة الأفراد ، ومقاسمتهم معاناتهم ، والتعاطف معهم ، تقول بعض فعاليات المجتمع المدني التقت بها الجريدة ، لا تسمح بأي حال من الأحوال بغض الطرف عن استباحتهم للفضاءات العمومية واحتلالها ، وتعريض أصحاب التجارة المنظمة للإفلاس ، وتشويه جمالية المدينة . لذا ترى هذه الفعاليات بأن على السلطة المحلية إخلاء هذا الشارع ، ونقل هؤلاء «الفراشة» بعد إحصاء المتوفرين على البطاقة الوطنية بمدينة وزان ، وباحترام كامل لكرامتهم ، إلى فضاء آخر ، مع تشديد المراقبة الصحية على كل المواد والسلع المعروضة ، حماية لصحة المستهلكين من كل الأخطار . ومما لا شك فيه بأن عملية التنظيم هذه «ستلوي عنق» تجار الانتخابات الذين يتاجرون في مآسي المواطنين خلال مواعيد الاستحقاقات!,