لا تزال السمنة منتشرة في الكثير من المدن المغربية، إذ أنها تعتبر مقباسا من مقايس الجمال ، وبها يكتمل جمال المرأة المغربية كما أن الثقافة المغربية تصف المرأة الزائدة الوزن على أنها إنسانة خلوقة طيبة القلب تحب الخير للأخرين تتمتع بالصبر والقوة الجسمانية، بخلاف المرأة النحيفة التي توصف الأنانية وقساوة القلب، كثيرات هن النساء اللاتي يتفاخرن بوزنهن الزائد خصوصا المتزوجات حديثا أو المقبلات عن الزواج، غير أبهات بمخاطر السمنة والتي هي عبارة عن كمية دهون وشحميات مخزنة بالجسم نتيجة لخلل أو اضطراب في ضبط مسار تبادل الموارد الشحمية، أي اختلال تنظيمها، وتنتشر هذه الثقافة في الأوساط الشعبية لكبريات المدن المغربية وكذا المدن الصغيرة. وتكمن عوامل الاصابة بالسمنة للوجبات الغذائية الغنية و المنتجة لكميات كبيرة من الطاقة، أنماط الحياة الخاملة وقلة ممارسة الرياضة إصابة فرد أو أفراد آخرين في العائلة بالسمنة فالإحصائيات تأكد أنه إذا كان أحد الوالدين بدينين فإن احتمال إنجاب أبناء بدينين تصل إلى 40 في المئة بينما إذا كان الوالدين معا مصابان بالسمنة فنسبة الاحتمال تزيد عن 80 في المئة، أما إذا لم يكن أي واحد من الآباء مصابا فإن منسبة الاحتمال تتراوح بين 6 و7 في المئة، الحالة النفسية هي الأخرى واحد من العوامل المسببة للسمنة خصوصا عند بعض النساء فالتوتر والقلق النفسي أو المشاكل العاطفية تدفع هؤلاء النساء إلى الافراط في الأكل كنوع من الهروب من المشاكل، في حين ان نسبة الإصابة بالسمنة بسبب بعض اضطرابات الغدد الصماء والتي تزيد عن 5 في المئة. كما أن هناك بعض الأمراض المسببة للسمنة كمرض السكري ونقرس والكحول و إتلاف مركز الشهية العصبي نتيجة لوجود أورام في منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية. في الحين أن المضاعفات الناتجة عن الاصابة بالسمنة خصوصا عند النساء كثيرة أهمها تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وتغليف القلب بالدهون الشيء الذي يمنعه من أداء وظيفته بشكل مضبوط، فقر الدم الموضعي، وتشمع الكبد، و أمراض المفاصل، وارتفاع الكولسترول والكليسرين في الدم، إصابة الكلى والمرارة، والسكري الغير المعتمد على الأنسولين، و اضطراب الدورة الشهرية، قد تصل في بعض الأحيان إلى العقم، والتهاب المسالك التنفسية، الإصابة بأزمة قلبية في سن مبكرة، وضيق في التنفس والإصابة بتورمات والإمساك كما أن المصاب بالسمنة يشعر دائما بالتعب والإرهاق وأيضا يمكن أن يصاب بألم حاد في أسفل الظهر بسبب الوزن الزائد. ويتكون العلاج الأساسي للسمنة من التخسيس أو الحمية الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن الزائد عن طريق خفض السعرات الحرارية التي يتناولها المصاب في كل وجبة، والتمارين الرياضية إذ أن العضلات تستهلك طاقة مأخوذة من خزان الدهون أتناء وتبقى رياضة المشي والجري وركوب الدراجات هي التمارين الأكثر فعالية في تقليل دهون الجسم، بالإضافة إلى استعمال الادوية وعقاقير منحفة وأيضا يمكن استعمالها لعلاج المضاعفات، كما أن هناك بعض الجراحات كالتقليل من حجم المعدة (على سبيل المثال ربط المعدة المعدل وجراحة ربط المعدة الرأسية التجميلية)، والتي ينتج عنها إحساس مبكرٍ بالشبع، وتخفيض طول الأمعاء التي تتعرض للغذاء، وهي طريقةٌ تقلل من الامتصاص بصورةٍ مباشرةٍ. و هي واحدة من الوسائل الفعالة لنقص الوزن الزائد. أما الوقاية من الاصابة تقتصر فقط على اتباع نظام غذائي يضبط عملية التغذية، بما يتناسب مع حاجات الجسم من الطاقة المطلوبة والإكثار من الحركة والقيام بالتمارين الرياضية خصوصا رياضة المشي التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية كما يجب التقليل من استهلاك الكحول والمأكولات الحارة والسكريات.