كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنها تتوفر على أكثر من ثلاثة آلاف وثيقة متحصل عليها من البريد الإلكتروني الخاص بالرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء. وذكرت الصحيفة، التي توصلت بتلك الوثائق من نشطاء في المعارضة السورية، أنها حاولت التأكد من مصداقية المعلومات المتضمنة في تلك الرسائل الإلكترونية، واتصلت بعشرة أشخاص وردت أسماؤهم فيها، وأكدوا لها صحتها، لكن دون أن تتمكن الصحيفة من التأكد من بقية الوثائق. ومن بين ما كشفه البريد الإلكتروني للأسد أن هذا الأخير طلب الاستشارة من إيران بشأن طريقة التعامل مع موجة الاحتجاجات التي تستهدف حكمه، كما ذكرت أنه طالب بتشديد الخناق الأمني على منطقة بابا عمر في حمص عندما توصل بمعلومات تفيد بوجود صحافيين أجانب هناك. وأوردت «الغارديان» أنه في الوقت الذي كان فيه العالم يتابع مشاهد الرعب والقمع الوحشي الذي ووجه به المحتجون في مختلف مناطق سوريا، ومعاناة المواطنين أمام النقص الكبير في المواد الغذائية، كان الأسد يصرف أكثر من عشرة آلاف جنيه استرليني لشراء الشموع الفاخرة وموائد الطعام والشمعدانات في باريس، كما كان يكلف أحد مساعديه بشراء أوان فاخرة عبر موقع «أمازون». ويقضي وقته أمام حاسوبه اللوحي «أي باد» للتسلية وزيارة المواقع الإلكترونية وتحميل الموسيقى، مستعينا في ذلك بطرف ثالث لتمكينه من شراء تلك المقتنيات بسبب العقوبات التي تفرضها عليه الولاياتالمتحدة والتي تحول دون حصوله شخصيا على مقتنيات من الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن زوجته أسماء كانت هي الأخرى تصرف آلاف الدولارات عبر الإنترنت لاقتناء آخر صيحات الموضة، معتمد هي الأخرى على شركة «الشهبا» التي يوجد مقرها في دبي للقيام بعمليات الشراء. وكشفت تلك الوثائق أيضا مجموعة من الأسرار الخاصة بالأسد، من بينها تشكيله لشبكة من المساعدين من ذوي الثقة، من بينهم أبناء عشيرته النافذون ومسؤولون أمنيون، والذين يوافونه بكل ما يجري عبر بريده الإلكتروني الخاص. وتقول الصحيفة البريطانية إن الأسد كان يسخر من الإصلاحات التي وعد بإعمالها، حيث وصفها ب «زبالة قوانين الأحزاب، الانتخابات والإعلام.» وأوضحت «الغارديان» أن نجلة أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، كانت قد نصحت هذه السنة بشار الأسد وزوجته بمغادرة سوريا وطرحت عليهما مقترح الحصول على اللجوء في قطر. وكان الأسد، حسب تلك الوثائق، يجتمع بفريق مساعديه لاستشارتهم بشأن استراتيجية الإعلام وكيف سيتصرف أمام الانتقادات الدولية الواسعة. وكشف النشطاء السوريون الذين تحصلوا على تلك المعلومات، أنهم تمكنوا من متابعة البريد الإلكتروني لبشار وزوجته بشكل مباشر وباستمرار طيلة عدة أشهر، مما مكنهم في العديد من الأحيان من تحذير باقي النشطاء في مناطق مختلفة من عمليات عسكرية تعتزم قوات الأسد شنها ضدهم.