من المحتمل جداً أن تواجه إنكلترا، عندما تدشن حملتها في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 ضد فرنسا، ملعباً فارغاً تقريباً من أنصارها، وذلك وسط مخاوف من ارتفاع أسعار مبيعات التذاكر في أوكرانيا. فقد ذكر أن هناك الآلاف من التذاكر لم يتم بيعها لحد الآن للمباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة، التي ستقام في العاصمة الأوكرانية في 11 يونيو المقبل في «دونيتسك أرينا»، الذي يتسع لخمسين ألف مقعد، مع إلقاء مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اللوم على أسعار الفنادق الباهظة والصعوبات اللوجستية والركود الاقتصادي. وهذا الموقف يعتبر نادراً لمنتخب انكلترا، الذي اعتاد أن يلعب في منافسات مماثلة في كل أنحاء العالم مع مدرجات مليئة بجماهيره. وعلى رغم أن مباراة إنكلترا ضد فرنسا في يورو 2004 كانت الأكثر سخونة من ناحية بيع التذاكر في تلك البطولة، وحصل الشيء ذاته في نهائيات كأس العالم 2006، إلا أنه لا فرنسا ولا إنكلترا قد حصلتا على التذاكر المخصصة لها لمباراة دونيتسك. وفي الوقت نفسه، عبر ديفيد تايلور، الرئيس التنفيذي في يويفا، عن قلقه من احتمال وجود صفوفاً من مقاعد هذا الملعب الكبير خالية من الجماهير. وتقليدياً، تعتبر إنكلترا من أفضل المنتخبات التي تدعمها الجماهير، إلا أنها لم تستطع أن تبيع إلا عدداً قليلاً جداً من التذاكر 7500 المخصصة لها لمباراتها ضد فرنسا. ولم تستطع أيضاً من بيع حصتها من التذاكر المخصصة لها لمبارياتها الثلاثة في مرحلة المجموعات، حتى بعدما تقرر تمديد الموعد النهائي الأصلي لبيع التذاكر من فبراير إلى مارس. والمشكلة الرئيسية في أوكرنيا هي أن غرف الفنادق قليلة جداً ولا تسد الحاجة، فيما زادت أسعار الغرف المتاحة عشرة أضعاف. ووصلت تسعيرة الغرفة الواحدة في فندق راديسون في دونيتسك، الذي سيأوى منظمات وسائل الإعلام، إلى ألف جنيه استرليني لليلة واحدة. ويمكن لعشاق كرة القدم أن يحجزوا غرفة في «نزل» في دونيتسك بخمسمئة جنيه استرليني لليلة واحدة أو البقاء بعيداً أكثر من 30 ميلاً في سكن ذي نجمة واحدة ب 240 استرليني في كييف، حيث ستلعب انكلترا مباراتها الثانية ضد السويد يوم 15 يونيو. في الوقت الذي رفع فندق «إيبيس» أسعاره من أقل من 50 جنيه استرليني لليلة واحدة إلى 550 استرليني لغرفة واحدة. أما دور الضيافة فقد وضعت سقفاً لسعر غرفها يصل إلى ألف استرليني تقريباً، في الوقت الذي قدم «يويفا» نصيحة لأنصار كرة القدم بدرس مسألة الإقامة في معسكرات وعنابر السكن. وأكد تايلور، الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي في الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم، أن كل ما يمكن القيام به هو المحاولة والتحدث مع الحكومة الأوكرانية وإعلامهم بما يحدث. وقال في حديثه مع وسائل الإعلام البريطانية الخميس: «لقد قلنا لهم هل تدركون ما الذي سيحدث؟ لقد حذرناهم من أن دخل البلاد سيكون أقل بكثير مما كنا نتوقعه». ويعتقد تايلور بأنه كان يجب على الحكومة الأوكرانية الضغط بعض الشيء على أصحاب الفنادق المحلية لتكون أكثر واقعية، لأنه في النهاية ستكون هناك غرف شاغرة، ولكن قد يكون فات الأوان آنذاك لأن الجماهير تكون قد قررت عدم السفر بحلول انطلاق يورو 2012. ويبدو أن هذه الفنادق «تلعب بالنار» من خلال المطالبة بأسعار باهظة، في الوقت الذي تقف جماهير الكرة على الحياد، والتي يبدو أنه كانت لديها فرصة لزيارة أوكرانيا ذلك البلد الجميل. وبما أنه ليست ل «يويفا» صلاحية لتحديد أسعار الفنادق وتجاهل عرضاً من إيطاليا لإقامة البطولة فيها، ليجلب كأس الأمم الأوروبية إلى شرق أوروبا للمرة الأولى، فإنه سوف يشعر بالحرج إذا ارتدت الأمور مع المقاعد الفارغة. وكانت هناك مخاوف أيضاً لبعض الوقت عن تنظيم أوكرانيا لهذه البطولة، ففي مرحلة ما فكر «يويفا» بمنح 6 من 8 المدن المضيفة للبطولة إلى بولندا، ولكن في النهاية قرر أن يشارك البلدين المضيفين لها بالتساوي. يذكر أن 14 مدرباً من الدول المتأهلة لنهائيات يورو 2012 قد التقوا في وارسو يوم الخميس في ورشة عمل لمعرفة التفاصيل التنفيذية للبطولة، ثم تناولوا العشاء في الملعب الأولمبي الجديد للمدينة التي ستقام عليه مباراة افتتاح يورو 2012. وغابت اوكرانيا عن هذه الورشة فيما مثل إنكلترا السير تريفور بروكينغ، مدير تطوير كرة القدم في الاتحاد الانكليزي.