عند وصولنا إلى مقر «التعاونية النسوية الفويرات لتربية الماعز الحلوب « وجدنا في استقبالنا إحدى المتعاونات التي قدمت لنا شروحات تبين منها أن المشروع انطلق في يناير 2009 بدعم من المديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة ومن الصندوق الجهوي لإنعاش الشغل إذ مول الصندوق شراء 20 معزة حلوب من صنف الألب المتأقلم مع المحيط المغربي في حين مولت المديرية شراء 10 رؤوس من نفس الصنف وبفضل مثابرة المنخرطات البالغ عددهن 17 إلى 45 معزة ، فهن وبعد أن على تثمين الحليب وتحويله إلى جبن جنين ثمار هذا التحويل ما دام أن كل لتر ينتج 125 غرام من الجبن وهذه الكمية تباع للمحلات السياحية في مراكش والصويرة بسعر في حدود 25 درهم للكيلوغرام، فبدل ضعف مداخيل بيع الحليب الهزيلة فإنهن صرن يبعن معدلا يوميا في حدود 60 قطعة من 125 غرام كانت رائحة الجبن تفوح من القاعة التي تتم فيها عملية التحويل أما المعدات فبدت بسيطة ومع ذلك فإن الهم الأساسي للمتعاونة انصب على ارتفاع كلفة الأعلاف لدرجة صارت تهدد بامتصاص كل الأرباح المحققة، فقيمة الأعلاف المركبة ارتفعت إلى 3,10 درهم والدرة ارتفع سعرها من 0,90 أو 1 درهم إلى 1,35 درهم ، أما عبد العالي بودرة مدير المركز الفلاحي بالحنشان الذي تتبع مختلف مراحل تطور التعاونية فاستغل هذه الفرصة ليطلعنا على مستجدات التعاونية، وأول ما سجله هو أن المقر الذي نتواجد به كان في ملكية وزارة الفلاحة وقد سلمته للتعاونية وتكلفت بترميمه، وحتى تتمكن المتعاونات من الحفاض على مستوى جودة الجبن فإن الغرفة المبردة التي أطلعنا على محتوياتها ستستفيد من تجهيزات جديدة تمكن من رفع طاقتها الاستيعابية، وبالموازاة مع ذلك سيشهد المقر عدة إصلاحات، غير أن كل هذه المشاريع تبقى بالنسبة إليه ثانوية مقارنة مع باقي المشاريع المبرمجة أثناء عبور الطريق غير المعبد المؤدي إلى الإسطبل الذي يأوي قطيع الماعز تبين من تصريحات المدير الإقليمي عبد الحفيظ الكرماعي أن حماية التعاونية من المخاطر التي تتقوى في سنوات الجفاف حفزت على الشروع في تنفيذ مشروعين أساسيين أولهما يرمي إلى تزويد المتعاونات ببقعة أرضية تستغل في إنتاج العلف والثاني يرمي إلى بناء إسطبل يستجيب لمواصفات تربية الماعز في شروط جيدة، وبالفعل فإن رئيسة التعاونية التي اعتدرت عن عدم استقبالنا بمقر التعاونية كانت رفقة المهندس الطوبوغرافي الذي كان يحدد المساحة التي ستتولى الوزارة شراءها وتسليمها للتعاونية لتحتضن الإسطبل المراد بناءه, عندما فتحت الرئيسة باب الإسطبل الحالي فاحت رائحة الماعز، كانت أحلى لحظة عشناها أثناء تلك الزيارة هي تلك التي عاينا فيها معزتين وهما تضعان مواليدهما، كانت المربيات حريصات على تنظيف المواليد الجدد وعلى إرضاعها حليب أمهاتها، أما ما تبقى من الماعز فكان يحاول التهام ثياب كل من دخل الإسطبل ولا يثنيه عن ذلك حتى العلف الذي قدم له لصرف نظره عنا شتان ما بين الماعز الذي نحن بصدد الحديث عنه وبين الماعز الذي اعتاد عليه المربون ، فثمن المعزة الواحدة لا يقل عن 5000 درهم وحتى تربيته تحتاج إلى عناية خاصة لعل من أهمها ضرورة تغيير الفحل بعد كل ولادة، وهذا في حد ذاته يفرض إما شراء فحل جديد أو العثور على من يقبل تبادل الفحول التعاونية التي زرناها ليست هي الوحيدة التي تواجه مشاكل كلما بدت بوادر الجفاف، فهذه المنطقة التي تأوي 22740 من مربي ماعز الأركان و6500 من مربي أبقار الحليب ارتفع فيها سعر الشعير من ما بين 2 و 2,50 درهم في سنة عادية إلى 4,20 درهم للكيلوغرام سينعكس سلبا على القطيع وعلى تكلفة الإنتاج وهذا يقتضي تدخل الدولة لدعم المنتوجات الإستراتيجية ولإغاثة الماشية وإلا فإن برامج إنعاش قطاعي الماعز والحليب التي رصدت لها ملايين الدراهم ستفقد جدواها إذا ما أتى الجفاف على الماشية التي هي موضوع الاستثمار