تعرف أقسام المستعجلات، في الآونة الأخير، ويوميا، توافد عدد من ضحايا الاعتداءات المقرونة بالسرقة، فلا تمر ساعة واحدة حتى تأتي سيارة الإسعاف، وعلى متنها ضحية أو يأتي الضحايا بأنفسهم أو رفقة ذويهم، إلى هذا القسم أو ذاك، وغالبا ما يتعرض هؤلاء الضحايا للضرب بواسطة سيوف أو «شواقْر» أو غيرها من الأسلحة البيضاء، فحتى رجال الأمن لا يسلمون من هذه الاعتداءات، كما وقع مؤخرا بالحي المحمدي. وفي السياق ذاته، نشير إلى ما عرفه قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، من توافد لضحايا يحملون جروحا غائرة جراء تلقيهم طعنات في أحد الشوارع أو الأحياء، من قبل لصوص يتربصون بالمارة، لا يفرقون بين رجل و امرأة، شابا كان أو شابة، المهم عندهم ما سيسلبونه من ضحاياهم، ولو تطلب ذلك استعمال آلة حادة لانتزاع أغراضهم من هاتف نقال قد لا يساوي ثمنه 50 درهما أو بعض الدراهم المعدودة التي قد تكون بحوزة الضحية، المهم عند هؤلاء المعتدين هو الاستمتاع بتألم ضحاياهم، في ظل غياب الأمن. ونسوق مثالا على ذلك ما تعرض له أحد المواطنين يعاني من إعاقتي الصم والبكم مساء يوم الجمعة الماضي، حيث جاءت به سيارة الإسعاف وهم ملطخ بدمائه جراء تلقيه عدة طعنات على مستوى الرأس والركبة، وقد سلب منه ما يملك، والحالة الثانية تعرض شاب مساء يوم السبت للاعتداء من قبل لصوص نال نصيبه أيضا من الجروح وسلبه أوراق دراجته النارية بحي دار الأمان، إلى غيرها من الحوادث التي لا نعطيها كثيرا من الأهمية نظرا لكون ضحاياها لا تكون إصابتهم بليغة. هذا وقد سجل قسم المستعجلات محمد الخامس خلال سنة 2010 ما يناهز 9267 حالة اعتداء بكل أنواعها وملابساتها، حيث عرف شهرا يوليوز وعشت لنفس السنة رقما قياسيا بحوالي 2000 حالة، وهذه الإحصائيات لا تغطي عدد المصابين جراء الاعتداءات المقرونة بالسرقة والضرب والجرح، لأن التبليغ عنها يتم بالدوائر الأمنية، كما أن هذه الأرقام تجمع في طياتها كل أنواع الاعتداءات حتى تلك التي تكون بين الجيران وأبناء الحي أو اعتداءات عرضية في الطريق العام، غير أن هذه الأرقام تبقى مخيفة بالنسبة للمواطن الذي ينشد أمنه كل حين. لقد كانت المخافر التي تم إغلاقها بالإسمنت والآجور ملاذا لبعض المواطنين في تلك الأحياء، قبل إغلاقها، أما وقد تم التخلص منها، فإن عودة اللصوص والمجرمين كانت نتيجة حتمية، كما ساهم النقص الحاصل في الموارد البشرية في الدوائر الأمنية، في استفحال الوضع.