أركان، الشجرة الرمز المتجذرة في عمق التربة والثقافة السوسية ، الشجرة الأسطورة التي ارتبطت بالإنسان في كل أبعادها الانتروبولوجية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والوجودية بشكل عام، أركان المجال الذي يتماهى من خلاله الإنسان بكل إبداعاته مع المحيط الحيوي بكل مكوناته ليعطينا نسقا منسجما متفردا خص الله تعالى به هذه المنطقة دون غيرها من مناطق العالم. 8 دجنبر 1998 سيظل يوما راسخا في ذاكرة العالم ولدى المهتمين/ المولعين بشجرة الأركان كتراث إنساني صنفته منظمة اليونسكو ضمن شبكة المحميات في العالم، اعتراف مستحق بقوة الخصوصية الثقافية والايكولوجية لهذا المجال. لكل هذا وتتويجا لعقود من العمل التنموي المحلي بمواصفات تضامنية إنسانية تمتح أصالتها من عمق الثقافة الامازيغية المتفتحة على التجارب، والمقاربات الكونية في تثمين و بلورة دور الإنسان في حماية المجال مع ضمان حقه في العيش الحر الكريم في توازن مع مكونات محيطه الطبيعي. وانسجاما مع المناخ الدولي بعد قمة الأرض بريوديجانيرو 1992 التي تبنت التنمية المستدامة - في أبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية- كخيار استراتيجي لضمان مستقبل البشرية وفق مقاربة تشاركية، أساسها الاستشارة والقرب والبناء الجماعي للقرار. 12 ماي 2002 تأسست شبكة جمعيات محمية أركان للمحيط الحيوي باعتبارها أول تكتل جمعوي تنموي في مجال المحمية، يتخذ حماية و تنمية الإنسان وشجرة الأركان كاختيار استراتيجي بأبعاد إنسانية ثقافية وبيئية تضع الإنسان و الشجرة في صلب الاهتمام المحلي والوطني والدولي وفق مقاربة تفاعلية تحرص على حق الساكنة المحلية، وعلى رأسها المرأة في تنمية متوازنة تحفظ كرامة الإنسان ضدا على كل محاولات التبضيع والتشيئ والنخاسة.... وحق الإنسانية في المحافظة على شجرة الأركان كتراث طبيعي عالمي. مثمنة بذلك مجهودات الكثير من رجالات البحث العلمي، محليين كانوا أم دوليين و الذين كللت مجهوداتهم باعتراف منظمة اليونسكو بهذا المجال الحيوي. إن الكثير من الممارسات اللا إنسانية واللا مسؤولة تجاه الشجرة والإنسان هي التي دفعتنا إلى إطلاق هذه الصرخة/ البيان باعتبارها ناقوس خطر ندقه في آذان الجميع من مختلف المواقع والمسؤوليات. إن شبكة جمعيات محميات أركان للمحيط الحيوي، تعلن للرأي العام الوطني إدانتها الشديدة واستنكارها ل: * ما يقوم به المستثمرون الكبار في مجال تربية الإبل والماعز، تحت غطاء الترحال، من اعتداء سافر على مجال الأركان والساكنة أمام صمت كل الجهات المسؤولة عن أمن وسلامة الساكنة القروية . * ما تتعرض له غابة الأركان من استباحة واستنزاف من طرف جحافل الجمال والماعز التي تجتاح المجال بالمئات بل بآلاف عابثة بممتلكاتالساكنة المحلية ومستنزفة لاحتياطاتها من الماء والكلأ بل بمزروعاتها وتحرش رعاتها بنساء وأطفال الدواوير المجتاحة. * ما تتعرض له غابة الأركان من قطع واجتثاث سافرين من طرف لوبي الإرهاب العقاري بمختلف أشكاله المنظم والعشوائي. * ما تتعرض له غابة الأركان من قطع واجتثاث سري وعلني لإنشاء وتوسيع الضيعات الفلاحية ضدا على كل القوانين والأعراف. * تضامننا مع أعضاء المجلس الجماعي لجماعة أربعاء الساحل الذين قدموا استقالتهم، احتجاجا على ما تعرضت له المنطقة من اعتداء سافر على ممتلكات الساكنة أمام عجز المسؤولين. * تضامننا اللامشروط مع الساكنة المتضررة بإقليم اشتوكة ايت باها وتزنيت وتارودانت واكادير والذين توصلنا بشكاياتهم. * مطالبتنا للمنتخبين في كل مواقعهم المحلية و الإقليمية والجهوية والوطنية بتحمل مسؤوليتهم التاريخية من أجل حماية ما تبقى من مجال الأركان . *مطالبتنا السلطات المحلية بالكف عن صمتها اللامبرر تجاه ما يتعرض له مجال الأركان وساكنة الدواوير من اعتداء وترهيب و استباحة لممتلكاتهم. * دعوتنا للمندوبية السامية للمياه و الغابات -شريكنا الاستراتيجي- إلى العمل على إيجاد حل دائم لمشاكل الرعي الجائر وتفاقم ظاهرة اعتداء الخنزير البري على ممتلكات الساكنة المحلية، و العمل على تحيين القوانين المنظمة للملك الغابوي والتي يعود جلها إلى الفترة الاستعمارية، ومراجعة تحديد الملك الغابوي بشراكة مع الساكنة المحلية. * دعوتنا للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و مجال الأركان إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة الأخطار التي تهدد مجال الأركان بالتعبير الصريح عن إدانة الرعي الجائر وتنامي ظواهر البناء في مجال الأركان. * دعوتنا رئيس الحكومة وكل المتدخلين إلى أخذ مسألة الرعي الجائر محمل الجد واتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لنزع فتيل المواجهة بين الرحل والساكنة المحلية. * دعوتنا لكل فعاليات المجتمع المدني إلى اليقظة والتلاحم من أجل حماية الأركان باعتباره مجالا مشتركا وملكا لكل المغاربة وتراثا إنسانيا نتحمل جميعا مسؤولية المحافظة عليه وحماية ساكنته وضمان حقوقها في الانتفاع.