مستجدات قضية الحادثة الغريبة ترمي بظلالها على الوقفة الاحتجاجية خرج الفضاء الجميل والفسيح المؤثث لواجهة مقر المنطقة الأمنية للحاجب عن سكونه المعتاد وضرب عشية الأربعاء 28-12-2011 موعدا مع احتجاجات غير مسبوقة في وجه بعض أفراد المنطقة الأمنية، بعد انفجار غضب الساكنة تجاه حادثة سير نعتت بالغريبة من لدن كل من سمع بتفاصيلها ، وكانت ذهبت ضحيتها سيدة متزوجة وأم لطفلين كانت برفقة مفتش للشرطة بالمدار الحضري للحاجب ، ووجد النداء الذي وجهته بعض الهيئات الحزبية ، الحقوقية والمدنية ،استجابة كبيرة من لدن ساكنة الحاجب التي وقفت بشكل عفوي مرددة عشرات الشعارات الداعية إلى ضرورة الكشف عن الحقيقة الكاملة لملابسات هذه الحادثة ، وبعث رسائل مهمة للساهرين على أمن الساكنة بضرورة احترام الأدوار النبيلة للمرفق الأمني ، حيث احتشد أطفال في مقتبل العمر ، نساء وشباب وشيوخ، أجمعوا على ضرورة مراجعة قواعد العلاقات التي انزاحت عن مسارها لتخدم مصالح ضيقة لأطراف بعينها على حساب سمعة أمنيين مشهود لهم بالنزاهة والشرف ، وهو الموقف الذي طلب من المحتجين تضمينه حيزا هاما في كلمتهم وشعاراتهم التي ظلت تدوي على امتداد ساعة ما بين واجهة المنطقة الأمنية وملحقتها بالحاجب الأسفل. الوقاية المدنية تشكك والطبيب يجزم أقر طبيب المداومة بمستشفى ولي العهد المولى الحسن الحاجب بكون الضحية والمسماة (نادية. ب) قد توفيت قبل أن تلج أبواب المستشفى ، وأن جثتها كانت تنبعث منها رائحة السكر وغير حاملة لجروح واضحة ، مما فرض على مصالح الوقاية المدنية بالحاجب والتي تكلفت بنقلها على متن سيارتها ، تقديم إفادة كانت في حاجة لكثير من التدقيق والتمحيص خاصة بعدما شككت بدورها في حياة الهالكة من موتها ، وكون مسؤوليتها فرضت عليها نقل الضحية لاحتمال إنقاذها ، دون تقديم أية مبررات لهذا الشك وهل يتعلق الأمر بنبضات قلب أم تنفس ؟ ، مع العلم أن المسافة بين مسرح الحادثة والمصحة العمومية لا يفصلهما إلا مترات محسوبة ،وهذا ما سيجعل الأنظار منشدة للتشريح الطبي الذي من شأنه أن يبدد كل الشكوك والفصل النهائي في هذه القضية ، لكن بعيدا عن أي اتهام مجاني أو أحكام مسبقة والتي ليست من اختصاصاتنا ، يبقى من الضروري التأكيد مع التزامنا بالحديث الشريف «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم » ، أن المرحومة وكما يعلم الجميع كانت معروفة بتعاطيها للدعارة ،مما كان يفرض على مفتش الشرطة الاحتراز وعدم مرافقتها ولو من باب مساعدتها تفاديا بالطبع لكل شبهة ، خاصة وأن المعنية ماتت وهي مخمورة بشكل مفضوح كما أثبت ذلك الطبيب وكذا رجل الأمن الذي عاين جثتها بمستعجلات المستشفى . زوج الضحية يتخلى عن متابعة مفتش الشرطة سافر زوج الضحية مباشرة بعد الإدلاء بتصريحاته للضابطة القضائية ، والذي أكد استمرار رابطة الزوجية بينهما ، ولم تتمكن الجريدة بعد اختفائه من معرفة موقفه الأخير ، لتتيقن ومما لا يدع مجالا للشك من كونه قد تنازل لفائدة المفتش عن المتابعة القضائية في كل ما قد يحتمل من وجود علاقة غير شرعية للهالكة بالمفتش وظل محتفظا بحقه وحق طفليه الاثنين في تطبيق مدونة السير . الإدارة الأمنية تتعهد بالتعامل الجدي والصارم مع الحادثة وتنتظر الساكنة لحدود وقفتها أمام مقر المنطقة الإقليمية للأمن ما سيتمخض عن إدارتها المركزية ، الجهوية ،والإقليمية من قرارات تحد من فتيل النار المشتعلة ،ومما لاشك فيه أن عناصر أمنية قد أعربت عن امتعاضها من مثل هذه المسلكيات التي تبخس من عملها ومن بذور الثقة التي زرعتها في علاقاتها بالمجتمع ، وكان الرئيس الإقليمي للمنطقة الأمنية قد تعهد في لقاء سابق أمام هيئات سياسية ، حقوقية وجمعوية ، بالسهر الشخصي على التطبيق السليم للقانون بعيدا عن أية ضغوط أو تأويلات ، وهو الموقف الذي ظلت الساكنة تنتظر بعض إشاراته القوية لطمأنة الرأي العام المحلي والوطني. وعلمت الجريدة من مصادر مطلعة بكون مفتش الشرطة قد اتخذ قرار تأديبي في حقه بتنقيله إلى ضواحي جرادة مع عقوبة تأديبية في مساره المهني تقضي بتجميد ترقيته.