أفادت معطيات إحصائية رسمية صدرت قبل أيام أن أزيد من 1113 مهاجرا إسبانيا دخل المغرب بهدف الاستقرار والعمل فيه بصفة رسمية. الأرقام الرسمية التي صدرت عن المعهد الوطني للإحصاء بإسبانيا تفيد بأن موجة هجرة عكسية بدأت تلقي بظلالها على إسبانيا خاصة مع الأزمة الخانقة التي تمر منها إسبانيا ودول الاتحاد الأوربي، وهو مايشكل تحولا نوعيا في المفاهيم العامة التي تحكمت لعقود في حركة الهجرة بين الضفتين في اتجاه الشمال. الأرقام الرسمية الصادرة عن المعهد المذكور، والتي تخص التسعة شهور الماضية، اعتبرت «سابقة في تاريخ إسبانيا الحديثة» بحسب التعليقات الصحفية بخصوص الموضوع، معتبرين في الوقت ذاته أن هذا المعطى مرده أساسا إلى «فاتورة الأزمة الاقتصادية» بالدرجة الأولى. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن هؤلاء الإسبان المهاجرين يستقرون في المدن الكبرى وبشكل خاص مدينتي طنجة والدارالبيضاء، ومرد ذلك إلى تواجد عدد من رجال الأعمال الإسبان بهاتين المدينتين، حيث يقومون بتشغيلهم، الأمر الذي يضمن لهم مورد رزق بديل عن ذلك الذي فقدوه في بلدهم الأصلي، خاصة وأن مستوى المعيشة بالمغرب في متناولهم مقارنة مع مستوى المعيشة والغلاء بإسبانيا. موجة هجرة المواطنين الإسبان للإستقرار خارج إسبانيا لاتخص المغرب فقط، فالإحصائيات المنشورة تفيد بارتفاع أعداد المهاجرين الإسبان الذين اختاروا الاستقرار في بعض بلدان الاتحاد الأوربي التي لم تتأثر بعد بالأزمة الاقتصادية التي تجتاح بلدان الاتحاد الأوربي. وفي علاقة بالموضوع، فإن موجة الهجرة العكسية كانت قد انطلقت قبل سنة من إسبانيا نحو الثغر المغربي المحتل، لأجل الاستقرار به بعد أن اشتدت حدة الأزمة الاقتصادية في الجارة الشمالية، حيث كانت الأخبار تتحدث عن ارتفاع عدد العائلات التي انتقلت إلى الثغر المحتل نتيجة الأوضاع الاقتصادية العامة التي تعيشها إسبانيا للاستفادة من قانون خفض أسعار مواد الاستهلاك والاستفادة بنسبة 25 في المائة من الفوائد الأساسية. وبحسب نفس المصادر، فإن حوالي 1000 مستوطن جديد التحقوا بمدينة مليلية المحتلة خلال سنة واحدة فقط، وأن العديد منهم استقروا في مناطق متفرقة وفي تجمعات شبه صفيحية. وتشجع حكومة مليلية المحتلة والحكومة المركزية في مدريد، المستوطنين الإسبان على البقاء في مليلية المحتلة وعدم مغادرتها. وفي علاقة بنفس الموضوع، وبمخلفات الأزمة الاقتصادية التي تجتازها إسبانيا، وموجة الهجرة المعاكسة للاسبان باتجاه المدينةالمحتلة، لاحظ سكان مدينة الناظور تهافت المواطنين الإسبان على الأسواق المغربية، هذه العملية والتي يسميها المواطنون بإقليم الناظور ب «الاجتياح الاستهلاكي الإسباني» يعود سببها، بحسب المتتبعين، إلى كون المعيشة بهذه المدينة تعتبر رخيصة بالمقارنة مع الوضع الاقتصادي بمليلية المحتلة، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الإسبان إلى النزوح نحو مليلية المحتلة للاستفادة من التحفيزات التي تمنحها إياهم الحكومة المركزية الإسبانية، ومنها اجتياح الأسواق المغربية للتبضع ولتناول الوجبات اليومية.