كان عام 2011 آخر محطة في مشوار العديد من النجوم الكبار، ولعل أبرزهم «ظاهرة» كرة القدم البرازيلية رونالدو وعملاق كرة السلة الأميركية شاكيل أونيل، اللذين أسدلا الستار على مشوار أسطوري حافل بالإنجازات. استحق رونالدو لقب «ظاهرة» كرة القدم، لأنه فرض نفسه أحد أفضل من وطأت قدماه المستطيل الأخضر، لكن الإصابات لعبت دورها أيضا في التأثير على مشواره دون أن تحرمه من دخول نادي الأساطير، حتى وصل إلى نهاية المشوار في 2011. «جسدي يؤلمني. ذهني يريد مواصلة اللعب لكن جسدي يقول لم يعد بإمكاني فعل ذلك»، كان هذا لسان حال رونالدو نازاريو دي ليما لحظة إعلانه اعتزاله. ترك رونالدو ملاعب كرة القدم عن 34 عاما وفي جعبته الكثير من الألقاب والانجازات، ولعل أبرزها أنه يملك الرقم القياسي بعدد الأهداف المسجلة في كأس العالم (15)، لكنه اختبر أيضا لحظات صعبة للغاية بتعرضه لثلاث إصابات خطيرة في ركبته أعوام 1999 و2000 و2008 حيث اضطر إلى إجراء 3 عمليات جراحية. وتوج رونالدو خلال مسيرته الرائعة بجميع الألقاب الممكنة، باستثناء لقبي كوبا ليبرتادوريس ودوري أبطال أوروبا، كما أن النجم البرازيلي أحرز جائزة الاتحاد الدولي لأفضل لاعب في العالم في ثلاث مناسبات أعوام 1996 و1997 و2002. ودافع رونالدو عن ألوان أهم الأندية الأوروبية على الإطلاق، وهي برشلونة وريال مدريد الإسبانيان وانتر ميلان وميلان الإيطاليان، وبدأ مشواره الاحترافي عام 1993 مع كروزيرو لكن سرعان ما تحول للعب في القارة الأوروبية، حيث خطف الأضواء مع أيندهوفن بين 1994 و1996، قبل الانضمام إلى برشلونة. أما على الصعيد الدولي، فخاض رونالدو 97 مباراة مع «سيليساو» سجل خلالها 62 هدفا، وشارك في كأس العالم ثلاث مرات (لم يخض أي مباراة في نهائيات 1994) وتوج باللقب مرتين (1994 و2002) وبلقب كوبا أميركا مرتين (1997 و1999) وكأس القارات مرة واحدة (1997). وفي عالم كرة السلة، لم يكن أونيل عملاقا من ناحية الحجم وحسب، بل كان من أبرز العمالقة الذين عرفتهم ملاعب الدوري الأميركي للمحترفين، لكن وبما أن لكل مشوار نهاية فان نهاية الطريق بالنسبة ل «ديزل» أو «سوبرمان» كانت في يونيو الماضي، عندما قرر الاعتزال بعد 19 موسما من التألق. حافظ أونيل على أسلوبه المميز حتى في قرار اعتزاله، إذ أبلغ أنصاره ومعجبيه بقراره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والتي كرسها لتبادل الأفكار والنكات معهم. بكل بساطة أكد لهم «أنا أعتزل، القصة المستمرة منذ 19 عاما، يجب وضع نقطة النهاية لها. أردت أن تكونوا أول من يعلم بهذا القرار، لأني أحبكم». وتصفح الخبر على الفور 4 ملايين شخص، وبثوه بدورهم إلى ملايين آخرين. ويعتبر أونيل (39 سنة) من نخبة اللاعبين في تاريخ كرة السلة الأميركية، ويملك قدرات بدنية هائلة ويعرف بلاعب استثنائي المقاييس (16، 2 م، و150 كلغ). وهو فاز بلقب دوري المحترفين 4 مرات مع لوس إنجليس ليكرز وميامي هيت، وحصل على لقب أفضل لاعب في الدوري خلال موسم 1999- 2000، وأفضل لاعب في النهائيات (بلاي اوف) 3 مرات، حين قاد مع زميله السابق كوبي براينت لوس أنجليس ليكرز إلى اللقب أعوام 2000 و2001 و2002. ولم يكن أونيل العملاق الوحيد الذي يترك ملاعب كرة السلة أيضا، إذ اضطر لاعب الارتكاز الصيني ياو مينغ للاعتزال بسبب الإصابة. وكان 2011 شاهدا أيضا على اعتزال بعض اللاعبين المعروفين في عالم كرة القدم، وأبرزهما المدافع الانكليزي غاري نيفيل وزميله في مانشستر يونايتد الحارس الهولندي إدوين فان در سار، إضافة إلى الأرجنتيني مارتن باليرمو، أفضل هداف في تاريخ بوكا جونيورز، والاسباني إيفان دي لا بينا. كما شهدت أوائل 2011 قرار نجمة التنس البلجيكية جوستين هينان الاعتزال مجددا بسبب معاناتها من إصابة في كوعها الأيمن، وذلك عبر رسالة وجهتها إلى العديد من وسائل الإعلام البلجيكية. وكانت هينان، التي أنهت أعوام 2003 و2006 و2007 في صدارة تصنيف رابطة المحترفات، عادت إلى الملاعب في يناير 2010، بعد اعتزال دام نحو 18 شهرا، وكللت عودتها ببلوغ نهائي بطولة استراليا المفتوحة في ملبورن وفوزها بلقب دورتي شتوتغارت وهرتوغنبوش، لكنها تعرضت لإصابة في كوعها الأيمن خلال بطولة ويمبلدون الانكليزية في يونيو 2010، أبعدتها عن الملاعب حتى نهاية الموسم. وودعت هينان ملاعب الكرة الصفراء مجددا وفي جعبتها لقبين إضافيين، رفعت من خلالهما رصيدها إلى 43 لقبا خلالها مسيرتها الاحترافية، التي بدأت في الأول من يناير 1999، بينها 7 ألقاب في البطولات الأربع الكبرى. وفازت ببطولة الماسترز 2006، وبذهبية أولمبياد أثينا 2004، وبكأس الاتحاد مع منتخب بلادها عام 2001. وشهد 2011 أيضا اعتزال لاعبة أخرى تربعت سابقا على صدارة تصنيف محترفات التنس، وهي الروسية دينارا سافينا بسبب أوجاع متواصلة في ظهرها، إضافة إلى اعتزال أسماء أخرى في رياضات مختلفة، مثل الاسباني كارلوس ساستر، المتوج بسباق فرنسا الدولي عام 2008، لكن يبقى الاعتزال الأكثر «غرابة» في 2011 باسم أسطورة سباقات فورمولا واحد البريطاني ستيرلينغ موس، الذي قرر إنهاء ارتباطه برياضة المحركات عن عمر 81 عاما!.