تواصلت أشغال منتدى «الشباب والانتقال الديمقراطي بالمتوسط» على مدى يومي 10 و 11 دجنبر 2011 بالرباط، بمشاركة أكثر من 60 مشاركا من مختلف الدول الأورومتوسطية كإسبانيا ،فرنسا، بلجيكا، ايطاليا، البرتغال، مصر، تركيا، موريتانيا، تونس، فلسطين، الجزائر، ولبنان، بالإضافة الى المغرب، في جلستين أساسيتين، الأولى يتعلق موضوعها بماهية القراءة اليوم لوضع الشباب وانتظاراته في المتوسط، بينما الجلسة الثانية تناولت موضوع : «أي موقع للشباب في مشروع الدولة الديمقراطية الجديدة لبناء دولة المؤسسات في جنوب المتوسط؟» وقد شكل هذا المنتدى مناسبة سانحة لتقديم العديد من الدراسات التي تخص شباب ضفتي البحر الأبيض المتوسط وكيفية تعاملهم مع السياسة، خاصة الربيع العربي وموضوع الانتقال الديمقراطي والحركات الاجتماعية التي عرفتها بعض بلدان البحر البيض المتوسط مؤخرا، كما كان اللقاء كذلك فرصة للتداول في الوسائل التكنولوجية التي استخدمها الشباب من أجل التواصل السريع والتعبئة اللازمة في إذكاء الوعي الجماهيري بالحقوق والواجبات، وتكسير الخوف الذي كان يجثم على أنفاس وأفئدة المواطنين، بالإضافة لدور الإعلام البديل الذي اضطلع فيه العديد من المدونين بمهام النشر والكتابة بكل حرية مكسرين طابوهات الرقابة الذاتية والموضوعية، وبالتالي العمل على تعبئة مختلف مكونات المجتمع التواقة الى التغيير وإقرار الديمقراطية. وتناول المنتدى بالدراسة والتحليل عددا من المواضيع التي تهم مستقبل الديمقراطية والحرية والكرامة ببلدان البحر الأبيض المتوسط كحقوق الإنسان، وقضايا التنمية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة والمشاركة السياسية للشباب عبر إدماجهم في الحياة السياسية من خلال الديمقراطية التشاركية، سواء في التدبير المحلي أو المؤسسات السياسية. كما قارب المشاركون الذي يمثلون مختلف هيئات المجتمع المدني، والباحثون الجامعيون والاعلاميون، ماهية العلاقة الممكنة بين شباب المتوسط في الشمال والجنوب في ظل التحولات الحالية للعمل المشترك من أجل إرساء الديمقراطية والحكامة بالمتوسط، فضلا عن واقع ووضع شباب المتوسط وانتظاراته وطموحاته، مستحضرين خلال نقاشاتهم أن الشباب لم يعد كتلة واحدة متجانسة. وفي تصريح خص به جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، اعتبر عبد المقصود الراشدي رئيس منبر المنظمات غير الحكومية الأورو متوسطي، أن توصيات وخلاصات نقاشات هذا المنتدى بإمكانها أن تتحول إلى برنامج مشترك حول شباب المتوسط، كاشفا في هذا السياق أن هذا المنتدى سيتيح الفرصة للمنبر والجهات السياسية المعنية والفاعلة بالمنطقة من أجل خلق شبكة للتواصل مع مختلف الحركات الشبابية والمنظمات غير الحكومية، كما أن هذا التواصل سيتيح آفاقا وسبلا جديدة لإعادة التفكير في خلق شبكة الشباب الأورو متوسطي، هذه الشبكة المستقبلية قد تصيغ وتنسق الأنشطة الشبابية بالمنطقة. وشدد المشاركون في هذا اللقاء، الذي عرف مداخلات عديدة لعدد من الباحثين من مختلف الدول، على أن الشباب المتوسطي خاصة في بلدان الجنوب التي تعيش لحظة اجتماعية تاريخية التي تعبر عن الإرادة في التخلص من الرقابة الذاتية والخوف، والقدرة على التعبئة والمواجهة والإيمان بالتغيير، قد لعب دورا مركزيا وأساسيا في هذه المبادرات الاجتماعية والسياسية التي استطاعت تعبئة مختلف الفئات الاجتماعية. وسجل المشاركون الذين يعتبرون أحد الفاعلين الأساسيين في هذه الحركات الاجتماعية التي عرفتها المنطقة المتوسطية، أن الشباب المتوسطي استطاع أن يخلق منطلق جديد لحقائق سياسية جديدة بالمنطقة بفعل قدرته على تعبئة احتجاجات مجتمعية قوية، أدت لانتفاضات شعبية تعبر عن تطلعات انتظارات شعوب جنوب المتوسط ، المتمثلة في إرساء مجتمع ديمقراطي مبني على العدالة الاجتماعية والمساواة واحترام حقوق الإنسان، والمشاركة السياسية وكرامة المواطن.