في بلاغ صادر عن شبكة الفضاء الحر للمواطنة والتكوين والتنمية بمدينة المحمدية، أعلنت هذه الأخيرة عن انتهائها من تنفيذ أنشطة مشروعها المعنون ب»الملتقيات الشبابية لسنة 2011»، والمتمحور حول تيمة: «من أجل إدماج ميسر وانخراط فاعل للشباب في الشأن المحلي والوطني». وإذا كان هذا المشروع مدعوما من شريكها MEPI، فإنه قد ورد في سياق تنفيذ خطة الشبكة الرباعية القاضية بدفع مختلف الفاعلين والمتدخلين في حقل التنمية المحلية، ومنهم الشباب على الخصوص، إلى امتلاك رؤى واضحة واستراتيجيات تغيير تهدف إلى تجاوز الصعوبات والمعيقات التي تحول دون تحقيق مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، والمشاركة الفعلية للساكنة بمختلف فئاتها الاجتماعية في الشأن العام المحلي والوطني. كما أتى هذا المشروع في سياق العمل على نشر وإشاعة وترسيخ الحوار الشبابي وتبادل الآراء، من أجل إتاحة فرص أكثر لإدماج الشباب تنظيرا وممارسة، باعتبار هذا الإدماج رافعة للتنمية المستدامة وأساسا من أسس دولة الحق والقانون ومجتمع العدالة والمساواة . وثمة كذلك من بين أهداف المشروع، حسب البلاغ نفسه، دفع المسؤولين إلى إعطاء العناية اللازمة للقضايا الشبابية، لأن التصرف بنوع من اللامبالاة إزاء تساؤلات الشباب من شأنه أن يعدم تجديد النخبة السياسية، ويرمي هذه الفئة في أحضان مخاطر لا حصر لها. وقد تم تناول الموضوع المطروح من خلال تنظيم أربعة ملتقيات شبابية لفائدة أزيد من 480 شابا وشابة ، حيث فاق عدد المستفيدين ما كان مسطرا في المشروع. وتتراوح أعمار هؤلاء بين 12 و17 سنة، بمعدل حضور فاق 120 شابا وشابة في كل ملتقى، يمثلون تلاميذ وتلميذات ثلاث مؤسسات تعليمية، ومنخرطي ومنخرطات الجمعيات المحلية وأطر المؤسسات التعليمية المعنية. وقد كانت هذه الملتقيات، يؤكد ذات المصدر، عبارة عن فضاءات للحوار الشبابي حول مواضيع تهم: الأنظمة القانونية والتشريعية وحقوق الإنسان، ترسيخ الممارسة الديمقراطية، وخاصة داخل الهيئات السياسية، المشاركة السياسية، مداخل الانخراط في الشأن المحلي، المسالة التعليمية وسؤال الإصلاح، التربية على المواطنة ودمقرطة الحياة المدرسية... وتخللت هذه الملتقيات 16 ورشة للتفكير وتبادل الرأي في المواضيع المقترحة للنقاش، بمعدل أربع ورشات في كل ملتقى، تم تأطيرها من طرف خبراء ومتخصصين وفعاليات فكرية وثقافية ذات كفاءات عالية، تجاوبت مع رغبة هؤلاء الشباب في التعطش إلى المعرفة وفهم ومواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها بلادنا، والفعل المؤثر فيها. وبعد هذه المرحلة، تم تجميع مقترحات وتوصيات وخلاصات النقاشات، ومعها مقترحات المشاريع المستقبلية، التي بلغت في المجموع العام ما يفوق 260 توصية ومقترح وحوالي 80 مشروع مستقبلي، تمت صياغتها في مذكرة رأي ومقترحات ستعمل الشبكة على رفعها إلى الجهات المختصة، والترافع بشأنها من أجل أخذها بعين الاعتبار في السياسات العمومية والمشاريع المستقبلية. وقد تم تثمين عمل الشبكة في هذا الصدد من طرف كل الذين ساهموا في عملية التأطير، أو استفادوا من أنشطة المشروع، من أطر المؤسسات التعليمية، ومن الشباب المشارك، وأولياء التلاميذ، أو من الفاعلين الإعلاميين واكبوا التجربة وقاموا بتغطيتها وإفساح المجال للتعريف بها وبنتائجها. وأجمع الجميع على ضرورة تمديد هذا المشروع إلى السنوات المقبلة، ليشمل باقي الشباب في الجمعيات المحلية، وباقي المؤسسات التعليمية الأخرى، لما لمسوه من الآثار الإيجابية التي خلفتها هذه الملتقيات على توسيع حقلهم المعرفي، وتطور الوعي لديهم بقضاياهم الحيوية المطروحة، ولرغبتهم في العمل على المساهمة الفعلية والانخراط الإيجابي في محيطهم المدرسي والعائلي، من خلال مبادراتهم في المشاركة في تأطير وإعداد بعد المداخلات الموفقة في بعض المواضيع المقترحة خلال جلسات الملتقيات العامة، وإنجاز تقارير متميزة في مجموعة من الورشات، مع خلق لجان تدخل وحوار بالمؤسسات التعليمية التي يدرسون بها، بالإضافة إلى الجرأة الفكرية والأدبية التي اكتسبها الشباب المستفيدون ، سواء في فترات فتح المجال للنقاشات التي تلت العروض أثناء الجلسات العامة، أو داخل الورشات، أو أمام ميكروفونات وسائل الإعلام التي غطت أنشطة المشروع، أو بفعل انخراطهم الفعلي في جمعيات محلية، ومنها الانخراط في حركة شباب الفضاء الحر.