بعد مجهودات كثيرة قامت بها المديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة درعة في سياق أنشطتها المختلفة في مجال المسرح والفن الموسيقي والفولكلوروالتراث الشعبي والقراءة والكتابة والشعر بمختلف مدن الجهة في السنوات الأخيرة، دأبت هذه السنة على اجتهادها وإبداعها بإحداث مركز وطني للنقوش الصخرية بمقر المديرية الكائن بمدخل حي القدس بأكَادير. وإذا انصب اهتمام المديرية على خلق وإحداث هذا المركز، فلأن جهة سوس ماسة درعة والجهات الجنوبية المجاورة لها تزخر بمآثر تاريخية ونقوش صخرية مختلفة لفتت انتباه الباحثين والأركيولوجيين في السنوات الأخيرة على اعتبار أن هذه النقوش تحتوي رموزا وإشارات ودلالات على الحقبة التي نقشت فيها وعلى ثقافات ساكنة المنطقة التي اكتشفت فيها. ومن هنا قررت المديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة درعة إحداث هذا المركز بطريقة علمية لصيانة هذا الموروث الثقافي من الإندثار والذي لايقل أهمية عن باقي الموروثات الأخرى ذات الطابع المادي والشفهي خاصة أن المغرب يزخر حاليا بالعديد من مواقع هذه النقوش، حيث يفوق عددها 300 موقع توجد بثلاثة مناطق أساسية:جبال الأطلس الكبير، ضفاف وادي درعة وروافده، وجوانب الأودية الجافة بالمناطق الصحراوية حسب ما ورد في بلاغ المديرية الجهوية للثقافة . ويهدف المركز الوطني للنقوش الصخرية إلى العمل على إنجاز جرد شامل للتراث الصخري المنقوش والدراسة والتحليل العلميين لهذا الفن الصخري القديم وإيجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على التراث وحمايته ونشرالأبحاث التي ينجزها المركز، وربط علاقات مع المؤسسات والهيآت الوطنية والدولية في ميدان البحث والنهوض بهذا التراث والقيام بعروض وندوات ومحاضرات وغيرها من المهام التي ستقوم بها مصلحتان تابعتان لهذا المركز وهما مصلحة البحث والتوثيق، ومصلحة المحافظة والتثمين. أما عن مبرر خلق هذا المركز الوطني للنقوش الصخرية بالضبط بجهة سوس ماسة درعة فقد أرجعت المديرية الجهوية للثقافة ذلك إلى عدة أسباب منها على الخصوص: 1 - أهمية مواقع هذه النقوش بأقاليم الجهة بزاكَورة وورزازات وتزنيت واشتوكة أيت باها وسيدي إفني، وبأقاليم جنوبية بجهة كَلميم السمارة بمنطقة لغشيوات. 2 - الوضعية المتدهورة التي توجد عليها تلك النقوش وتعرضها للإتلاف والسرقة والتدميرمما يستدعي تدخلا عاجلا للحفاظ عليها. 3 - توفرالمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة سوس ماسة درعة على مجموعة من الأطر المتخصصة في مجال التراث. 4 - انخراط أكثر من فاعل جهوي في برنامج تتوزع بين التنمية الثقافية في أبعادها المختلفة وبين إنقاذ وحماية التراث على وجه الخصوص، مما يعزز فرصة شراكات تهم حماية وإنقاذ مواقع النقوش الصخرية مع الجهات المسؤولة بالجهة.