بعد مدة من الاحتقان ، الذي لا تفسير له، بين اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وممثلي الصحافة الوطنية الجادة ، مما شكل حالة نشاز في زمن لم يعد مسموحا فيه لأي جهة رسمية بالاستمرار في اعتقال المعلومة،وحجبها عن الرأي العام، إذ أن الاستمرار في تبني هذه المقاربة لن يساهم إلا في المزيد من توسيع بقعة التشكيك في كل المبادرات التنموية التي تقدم عليها هذه الجهة الرسمية أو تلك، مهما كانت سليمة أو شفافة أو.... شكل صباح الأربعاء 19 أكتوبر الجاري بداية القطيعة مع مقاربة الإقصاء، حيث سيجلس حول نفس مائدة التواصل،وجنبا إلى جنب، عامل الإقليم وطاقم الإدارة الترابية المرافق له ، وثلة من رؤساء الجماعات القروية ،ومندوبي المصالح الخارجية ،وممثلي جمعيات تنموية والتعاونيات،ولأول مرة مراسلو الصحافة الوطنية والجهوية. هذا اللقاء ، وكما جاء في الكلمة المقتضبة لعامل الإقليم ،بالإضافة إلى أنه يفتح نافذة لتسليط ما يكفي من الضوء على حصيلة برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمسم 2010 التي أسالت الكثير من المداد ،وخلقت ارتباكا لدى الرأي العام المحلي والوطني،فإنه يشكل مدخلا لتنظيم سلسلة من اللقاءات التواصلية مع فسيفساء المجتمع المدني والسياسي والإعلامي بالإقليم ،من أجل التفعيل الجماعي لدستور فاتح يوليوز في روحه وأبعاده وبنوده. مباشرة بعد ذلك سيتابع الحضور مختلف المعطيات المتعلقة ببرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة 2010 التي قدمها مسؤول بقسم العمل الاجتماعي بعمالة وزان.وهكذا أشارت الجداول المعروضة أمام الملأ إلى أن الإعتمادات المرصودة وصلت إلى 12.975.169 درهما.وهو بالمناسبة اعتماد هزيل أمام انتظارات الساكنة واحتياجاتها الضخمة بعد عقود من التهميش والإقصاء. بعد ذلك سيصحب معه هذا المسؤول الفعاليات الحاضرة في جولة - من دون مغادرة القاعة - لاكتشاف تضاريس مجالات صرف الاعتماد المالي المشار إليه ،ونوعية المشاريع التي أنجزت .وهكذا وبلغة الأرقام التي قد تقول الكثير ،وقد لا تقول أي شيء،وبعد أكثر من توقف متحكم فيه لفأرة الحاسوب التي كانت بمثابة مرشد، فإنه قد تم انجاز 105 مشاريع لامست على سبيل الإشارة مجال الهشاشة(17 مشروعا بقيمة 20مليون درهم ) والمجال الأفقي (75 مشروعا بقيمة 8 ملايين درهم ) ومجال محاربة الفقر (13 مشروعا....).ولأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا لون سياسي لها ، كما جاء في كلمة عامل الإقليم، فإن توزيعها ، حسب المسؤول بقسم العمل الاجتماعي بالعمالة على جغرافية الإقليم ،تحكمت فيه درجة الهشاشة والحاجة ، وحجم الفئات المستهدفة، لذا ستستفيد جماعة وزان الحضرية من 15 مشروعا، ودائرة مقريصات ب 55 مشروعا ، ودائرة وزان ب 45 مشروعا . المعطلون حاملو الشواهد ، حسب المعطيات المتوفرة ،كان لهم حضور لافت في الإستفادة من هذه المشاريع التي غطت جل القطاعات الاجتماعية،وفتحت أكثر من نافذة على النوع الاجتماعي حسب ما تقوله الوثائق الرسمية،وما تم التعبير عنه أثناء المناقشة.كما استفادت ساكنة بعض الجماعات القروية من ثلاث سيارات إسعاف،وفكت العزلة عن مجموعة من الدواوير بفتح المسالك،وبنيت دار للولادة بإحدى القرى، وكذا بناء وفتح دار للطالبة في وجه تلميذات قرويات للقطع مع الهدر المدرسي،ومحاصرة الاعتداء المادي والعنف الرمزي عليهن،وأنجزت معصرة للزيتون......... كان هذا هو مجمل هذا للقاء التواصلي الذي لم يخف رئيس الإدارة الترابية لإقليم وزان بأن من بين أسباب الدعوة لعقده بالإضافة لما سبق ذكره ، «التفاعل الايجابي مع ما جاءت به جريدة الاتحاد الاشتراكي في مقال تحت عنوان:زوبعة في فنجان التنمية البشرية بوزان» .كما شكل هذا اللقاء مناسبة «فجر فيها عامل الإقليم أكثر من قنبلة»!