تحت شعار «خمسون سنة في خدمة السينما المغربية» تم يوم السبت 15 أكتوبر 2011 تكريم المخرج السينمائي و الإعلامي عبد الله المصباحي بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، في أجواء حميمية انطلق حفل تكريم عبد الله المصباحي من مواليد سنة 1936 بالجديدة، وقد كان في مقدمة الحضور الفنان المصري نور الشريف والإعلامية المصرية سلمى الشماع، ومجموعة تكادة ووجوه ثقافية وفنية، حضرت تقديرا منها لعطاءات هذا المبدع الذي عمل في مجالات متعددة، فهو خريج علوم الاقتصادية من جامعة فريبوغ السويسرية و خريج تاريخ الشعوب من جامعة السوربون بفرنسا وخريج المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس. في بداية هذا الحفل ألقى السيد نجاح كلمة بإسم محافظ المؤسسة، أبرز من خلالها الدور الذي لعبه المحتفى به في ترسيخ القيم الفنية والإبداعية التي أسهم بها في كل المجالات التي اشتغلها، ومع ذلك لم يجد سندا كبيرا في مجتمعه خلال فترات طويلة من عمله، غير أنه وجد اهتماما وتشجيعا كبيرين في دول عربية أجنبية أخرى، ومع ذلك فإن الرجل بقي مغربيا حتى النخاع، معتزا في نفس الوقت بانتمائه إلى عروبته منفتحا على توجهات الإبداع الفني، قصد الاستفادة والإفادة... عبد الله المصباحي الذي أرسله أبوه لإتمام دراسته العليا بجامعة الأزهر، استهوته السينما و الفن بصفة عامة، خاصة أن تلك الفترة كانت السينما المصرية في أوج عطائها، فتوجه إلى باريس حيث تخرج سنة 1956 من كلية الدراسات السينمائية. ومن جانبه أسهب الأستاذ عمر بالخمار في تعداد أعمال المصباحي يقول عنه أنه: «أنه من السينمائيين السباقين في ربط الجسور بين المغرب و البلدان العربية، وكان سباقا إلى جمع الفنانين المغاربة والمصريين..». ومن أعماله التي تجمع بين القومي والديني و التاريخي هناك عمل «الصمت اتجاه ممنوع» و«غدا لن تتبدل الشمس» و« أين تخبئون الشمس» و«ثلاثية أفغانستان» إلى غير ذلك من الأعمال السينمائية. وأعمال المصباحي تتنوع بين الوثائقي و الروائي، كما كتب وأخرج العديد من الأعمال بلغ حوالي 250 عمالا بين أفلام وبرامج ومنوعات ومسلسلات وكتب للإذاعة 25 رواية إذاعية كما كتب وأخرج العديد من المسرحيات للمسرح المغربي و المسرح العالمي. وشارك في عديد من لجن التحكيم لمهرجانات سينمائية كبيرة في بلدان عربية و غربية، كما شاركت أعماله في العديد من المهرجانات، و تقلد مناصب إدارية في السينما والإعلام سواء بالمغرب أو بالخارج. وتناول كل من نور شريف وسلمى الشماع كلمتين قصيرتين أشاد بها بأعمال المصباحي وظروف الاشتغال التي جمعتهم. ومن جانبه شكرا عبد الله المصباحي كل من ساهم في هذا التكريم وخاصة مؤسسة مسجد الحسن الثاني وعلى رأسها محافظها الحاج بوشعيب فقار. وفي ختام الكلمات منحت للمحتفى به جوائز تذكارية تقديرا من المؤسسة للأعمال الجليلة التي قدمها للسينما المغربية والعربية والعالمية. وبعدها تم عرض الشريط السينمائي الطويل القدس باب المغاربة لمخرجه عبد الله المصباحي.