تتواصل الزيارات المتكررة لمكتب جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بآسفي من قبل عوائل وأسر معتقلي حادثة أركانة، وتتواصل معها الشكايات المرفوعة إلى المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية. خلفيتها الأساس هي المطالبة بتوفير محاكمة عادلة للمشتبه فيهم بتفجير مراكش، ومعاملتهم معاملة إنسانية تحترم المواثيق الدولية وتلتزم بتطبيق القانون. كل الشكايات التي توصلت بها الجريدة من عائلة العثماني، بطار، دهاج، الداح، تتحدث عن سوء المعاملة أثناء التحقيق والاعتقال وحتى داخل السجن، سواء في تولال بمكناس أو الزاكي بسلا. المنع من النوم، التجويع، الحرمان من أبسط أمور العيش والتغذية اللازمة، ناهيك عن الكتب والجرائد والمصحف. جلسات المحاكمة التي بدأت أواسط غشت ومازالت ممتدة إلى حدود اليوم، سجلت تراجعالمشتبه به الرئيسي العثماني عن تصريحاته المنسوبة إليه، والصراخ أمام عائلات الضحايا ودفاعهم بأنه تعرض للتعذيب والإكراه على توقيع المحاضر، كما أكد ذلك حسن محب محامي العثماني في اتصال بالجريدة. عبد الصمد بطار القادم من سلالة عائلة تقدمية في آسفي تحدث في جلسة 29 شتنبر عن مسارات حياته الصغيرة وكيف تربى على الوطنية، كما أن عبد الفتاح دهاج، تقول عائلته، يعيش وضعا صعبا داخل زنزانة انفرادية إذ منعت إدارة السجن حتى دخول كرسي بلاستيكي يساعده - وهو المعاق كلية من رجليه - على قضاء حاجته. وفي موضوع ذي صلة استقبل وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، نهاية الاسبوع الماضي، أسر الضحايا، المغاربة والفرنسيين، الذين لقوا مصرعهم خلال الاعتداء الذي استهدف «مقهى أركانة» بمراكش يوم 28 أبريل الماضي. وفي تصريح صحفي أعرب سفير فرنسا بالمغرب، برينو جوبير، عن تشكراته للسلطات المغربية على «العناية والتضامن الإنساني والأريحية التي أبدتها تجاه أسر الضحايا الفرنسيين والمغاربة الذين استهدفهم هذا الاعتداء المأساوي». وأكد جوبير «عدم وجود مشاعر الأسف أو الاحتجاج ضد المغرب. وأن كل الأسر أعربت عن تأثرها البالغ لحفاوة الاستقبال والأريحية المغربية التي حظيت بها على الرغم من المأساة التي عاشتها».كما نوه بالمجهودات التي تبذلها السلطات القضائية المغربية، معربا عن «امتنانه للطريقة التي تدير بها ملف هذه القضية، وكذا بجهود السلطات الأمنية التي قامت بواجبها، وفي ظروف دقيقة وبأسرع وقت ممكن، من أجل توقيف منفذي هذا الاعتداء أو الذين ساهموا فيه». وأشار إلى أن الأسر الفرنسية والمغربية أبدت تضامنا مشتركا في ما بينها، معتبرا أن ذلك يعكس متانة العلاقة التي تجمع المغرب وفرنسا، والتي تؤكدها الزيارة التي قام بها الخميس الماضي لطنجة رئيس الجمهورية بدعوة من الملك محمد السادس. من جهته، أعلن غيوم دونوا، المدير العام للجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، التابعة للفيدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب، عن قرب تأسيس جمعية مغربية لضحايا الإرهاب، لتكون المخاطب باسم هذه الجمعية الفرنسية في المغرب. وقال «نحاول، من خلال ضحايا الإرهاب، بناء جسور التواصل، وإرساء علاقات التعاون من أجل إصلاح ما أحدثه الإرهاب بزرعه لمشاعر الكراهية والخوف من الآخر»، مضيفا «نحاول، عكس ذلك، العمل من أجل تسهيل تقاسم الثقافات بغض النظر عن الجنسيات والديانات، وإرساء الجسور، وتعزيز العلاقات الاجتماعية ونزع الشرعية عن العمل الإرهابي». من جهتها، أعربت أسر وأقارب الضحايا المغاربة عن ثقتها في العدالة المغربية وصون حقوقهم.