تعرف مدينة المحمدية تدهورا فظيعا، طيلة سنة 2011 على مستويات كثيرة، ومنها مستوى خدمات النظافة وجمع النفايات، مما يجعل من هذا الموضوع حديث الساعة لدى سكان المدينة، على مختلف شرائحهم ومستوياتهم، هؤلاء الذين عبروا من خلال وقفات احتجاج للمجتمع المدني والفاعلين السياسيين وتصريحات لوسائل الاعلام عن تذمرهم واستيائهم من سوء تدبير هذا المرفق من طرف (المسيرين) بالمجلس البلدي الحالي الذين اكتفوا بهروب بئيس إلى الأمام عبر دفع مقابل لتجنيد مؤيدين (للمجهودات التي يبذلها المجلس) في مجال النظافة، والهتاف باسم رئيسه الذي يعرف كيف يجعل وسائل الاعلام غير النزيهة تقف إلى جانبه وتلمع صورته. وإذا كان سكان المدينة قد اكتووا بنار الأزبال التي تهاجم عتبات بيوتهم صباح مساء، ويصادفونها في كل مكان وركن وزاوية، وتزكم روائحها الكريهة أنوفهم وتؤذي أعينهم وصدورهم، فإن عليهم أن ينتظروا المزيد من الأضرار والقساوة، ونحن على أبواب موسم الشتاء، فقنوات الصرف الصحي بطرق وشوارع المدينة قد ابتلعت نصيبها من النفايات التي لا تجمع أو التي قد تجمع بكيفية عشوائية، وهذا ما سيحول دون تدفق المياه في قنوات مختنقة، فتجري على سطح الطرقات والشوارع، وتتجمع على شكل ضايات وبحيرات صغيرة أو كبيرة في المدارات والممرات والأنفاق وأبواب المدارس والإدارات وكل الأماكن المنخفضة، وبذلك ستعوق تنقل الراجلين والركاب على حد سواء، وستعيش المدينة حالة فيضان بحسب متتبعين لهذا الملف. وبعيدا عن نبرة سخرية سوداء تجعلنا نطلب من مجلسنا (غير الموقر) اقتناء مراكب مطاطية لتسهيل تنقل السكان دافعي ضرائب النظافة والخدمات الجماعية في موسم الشتاء الذي يطرق أبوابنا، فإننا نلفت أنظار كل الإدارات المعنية، من سلطات إدارية ومنتخبة، والشركة التي أسند إليها التدبير المفوض لمرفق التطهير السائل، أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد، وتقوم بعمل مكثف واستباقي لعلها تجنب سكان المدينة مزيدا من الأضرار التي لحقتهم، بسبب غياب الحكامة في تدبير مرفق النظافة بها، سواء من طرف مجلس بلدي يظهر أنه يعيش في حالة شرود، أو من طرف شركة (تيكمد) التي كان يهمها الربح والربح فقط.