لم تعد تفصلنا إلا بضعة أشهر عن التاريخ الذي تم تحديده رسميا كموعد للشروع في العمل بخط الترامواي من أجل التخفيف من حدة أزمة السير والجولان بالعاصمة الاقتصادية، وإذا كانت الأشغال المرتبطة بهذا المشروع تسير على قدم وساق في مناطق/أحياء، إلا أنها بأخرى متعثرة ، بل وجامدة أحيانا، مما يطرح أكثر من علامة استفهام، سواء بالنسبة لوتيرة الانجاز أو بالنسبة للمشاكل/ المعضلات التي يتسبب فيها هذا الجمود والذي يرخي بثقله وظلاله على جوانب أخرى مرتبط بعضها بالمجال الاقتصادي والاجتماعي، والبعض الآخر بالأمن والسلامة !؟ فبشارع الشهداء بالحي المحمدي نموذجا تم اقتلاع «الزفت» من هذا الشريان المروري بعد تقليب إسفلته منتصف شهر شعبان، حيث تحولت المنطقة إلى ورش للحجارة والأتربة الأمر الذي تسبب في مشاكل جمة لسكانها ولتجارها بالمحلات التجارية، فلا المواطن أصبح قادرا على التحرك بشكل سلس بفعل أكوام الأتربة وضيق المسافة، ولا أصحاب المحلات التجارية أصبحوا راضين على مستوى الرواج التجاري، فضلا عن الأوساخ التي تتسبب فيها هذه الأتربة سواء داخل المنازل والمحلات أو حتى بالنسبة لهندام الراجلين الذين منهم من أصبح يحمل منديلا في جيبه أو محفظته لمسح حذائه بعد مغادرته للحي ! وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها جامدة ، إذ لحد كتابة هذه السطور، لم يتم الإقدام على أية خطوة مرتبطة بالأشغال، علما بأنه بعد أيام ستشرع أمطار الخير في التهاطل على العاصمة الاقتصادية، الأمر الذي سيتسبب في مشاكل أخرى بالجملة، سيكون السكان معها أمام خيار التعايش أو الاحتجاج، وهو ما بدأت ملامحه تبدو في الأفق إذ تم الشروع في جمع عرائض بتوقيعات المتضررين جراء هذه الوضعية. من جهة أخرى، فإن مناطق من أحياء الدارالبيضاء، تشهد بدورها عمليات الأشغال المرتبطة بإنجاز خط الترامواي أصبحت قبلة مفضلة للأطفال من أجل اللعب واللهو، والقفز بين المساحات الفارغة رغم الأخطار المحدقة بهم، وكمثال على ذلك الأشغال المتواجدة بشارع محمد الخامس على مقربة من تقاطعه مع شارع محمد الديوري، إذ أن غياب المراقبة جعل من هذا المقطع وجهة لاطفال المنطقة بعيدا عن خطر السيارات لكن قريبا جدا من خطر الحفر والحجارة وقطع الحديد المتناثرة هنا وهناك، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في مكروه وضرر للأطفال تختلف حدته ومستوياته! تحويل شوارع العاصمة الاقتصادية إلى أوراش مفتوحة للترامواي يتطلب تكثيف الجهود والعمل حتى يتسنى إنجاز المهمة في الوقت المطلوب، بعيدا عن خلق مشاكل جمة للبيضاويات والبيضاويين لاترتبط فقط بصعوبة السير والجولان والتنقل عبر مختلف الأحياء، وإنما قد تهدد أمنهم الاقتصادي والاجتماعي، وتتسبب في حوادث مختلفة كما هو الحال بالنسبة لهذه الأوراش المفتوحة أمام الجميع صغارا وكبارا دون أدنى حراسة أو مراقبة أحيانا!