إن كتاب فروع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة الدارالبيضاء، في إطار سلسلة اجتماعاتهم الدورية منذ النقاش حول مشروع الدستور، ثم الحملة من أجل تفسير موقف الحزب بخصوصه للجماهير البيضاوية. إنهم وهم يستحضرون الدينامية السياسية والتنظيمية التي عاشها حزبنا، وبعد وقوفهم على الاستعدادات الجارية بخصوص الاستحقاقات القادمة، واستعراضهم لما تشهده الساحتان السياسية والاجتماعية محليا ووطنياً من غليان وتوتر، ومن انزلاقات تضع المغرب في وضع ما قبل دستور فاتح يوليوز 2011 خصوصا منها التحضير للقوانين المتعلقة بالأحزاب والانتخابات، والتقطيع وغيرها... في تغييب تام للنقاش العمومي المطلوب، في الاتجاه الذي يضمن التعبئة الشاملة للفاعلين السياسيين والمواطنين لضمان مشاركة وازنة في الاستحقاقات القادمة. كما أنهم يتابعون بحذر العودة القوية لوزارة الداخلية، باعتبارها المحاور المركزي للأحزاب السياسية، الأمر الذي ينتمي إلى ثقافة الماضي، ويحجز عمق التحول المطلوب ويجعل المشهد السياسي في وضع مفارقة مع الدستور الجديد نصاً وروحاً. فالحكومة كمؤسسة دستورية هي التي يستوجب أن تلعب الدور المركزي في تحضير ترتيبات الاستحقاقات القادمة وتتحمل مسؤوليتها في تصريف الدستور والقوانين المؤطرة للانتخابات وتنزيلهما بما ينسجم مع متطلبات المرحلة. إن كتاب فروع الدارالبيضاء وهم يتابعون الوضع الخطير الذي يعيشه التسيير الجماعي بمدينتهم المناضلة, من ترد وتسيب واستهتار، وتغلغل الممارسات الفاسدة التي مايزال رموزها المنتمون إلى لوبيات الفساد المالي والانتخابي يصولون دون محاسبة أو مراقبة، وهو وضع ورثته الدارالبيضاء عن مطبخ الجهاز الاداري والمركب المصالحي الذي مايزال في دواليب القرار. إن تعطيل مصالح المواطنين وتعليق البحث في الملفات الفاسدة كسوق الجملة، والتسيير المفوض لشركة ليديك والشركة المكلفة بالنظافة والمجازر، وسوق الإشهار الملوث للبيئة البصرية والنقل العمومي وترك الشارع العام للباعة المتجولين، ودخول رموز الفساد في حملات انتخابية سابقة لأوانها... إنهم وهم يستحضرون كل ذلك، لا يسعهم إلا أن يستنكروا بشدة ما يتعرض له الأخ المناضل: طارق القباج بمدينة أكادير من مضايقات وضغوط بلغت حد منعه من حضور حفل الولاء بمدينة تطوان، والحال أن التدبير المحلي بمدينة أكادير يعد صورة للطموح الاتحادي في التسيير, صونا لمصلحة السكان ولمبدأ الصالح العام. إن كتاب الفروع وهم يستعرضون كل ذلك يؤكدون ما يلي: 1 تضامنهم الكامل والمطلق مع الأخ طارق القباج رئيس مجلس مدينة أكادير وعضو المجلس الوطني للحزب، في ما يتعرض له من مضايقات وضغوط من طرف المركب المصالحي الفاسد، ويؤكدون دعمهم الكامل له في مسيرة نضاله لصالح سكان مدينة أكادير. 2 يطالبون الأخ الكاتب الأول والإخوة في المكتب السياسي وجميع المناضلات والمناضلين بمؤازرته ودعم الاتحاديين في قلعة أكادير الصامدة، وجعلها معركة حزبية بلا هوادة، حتى يتم إنصاف الأخ طارق القباج، ومن خلاله ساكنة أكادير التي اختارته لتدبير شؤونها 3 دعوة الجهات الوصية والقضائية لفتح تحقيق بخصوص تصريحات محمد ساجد لإحدى الصحف الوطنية، حول ملابسات المجيء به لدفة تسيير مدينة الدارالبيضاء منذ 2003 ضداً على منطق الديمقراطية وحقوق الناخبين. 4 عرض ملفات الفساد الذي عاشته وتعيشه مدينة الدارالبيضاء منذ عقود، وتحويل ملفات سوق الجملة والتدبير المفوض والصفقات وغيرها... إلى القضاء ليقول كلمته فيها. 5 يهيب كتاب فروع مدينة الدارالبيضاء، بجميع مناضلي الحزب للانخراط الجماعي في اتجاه كسب رهان الاستحقاقات المقبلة، بما يمكن حزبنا من احتلال موقعه الطبيعي كمعبر عن مطامح وآمال الجماهير الشعبية البيضاوية، ويتوجهون في نفس الآن إلى جميع المواطنات والمواطنين للانخراط في محاربة مختلف أشكال الفساد السياسي والانتخابي المعروفة رموزه بالدارالبيضاء. 6 إن كتاب الفروع، إذ يؤكدون ما سبق، يستشعرون الأهمية البالغة للاستحقاقات القادمة في رسم ملامح المستقبل والقطع مع ممارسات الماضي، وتنزيل الدستور الحالي إلى أرض الواقع، ويعتبرون المدخل الأساسي لذلك هو صون حقوق المواطنين في اختيار ممثليهم بحرية ونزاهة وشفافية، بعيداً عن كل أشكال الضغط والتأثير مادية كانت أو معنوية، في الاتجاه الذي يكرس الديمقراطية كخيار نهائي لا رجعة فيه. كما يحذرون في الوقت نفسه، الدولة والجهاز الاداري والحكومة الحالية من مغبة العودة إلى أساليب الماضي التي قد ينجم عنها فشل المسلسل في كليته وتراجع شمولي يضع البلاد بنظامها السياسي في مأزق لا مخرج منه ويعيدها إلى ما قبل دستور فاتح يوليوز 2011. 7 إن كتاب الفروع وهم يستحضرون الوضع العام في شموليته وتفاعلاته، يقدرون بحس إيجابي التحولات الثمينة التي تحققت عقب الحراك السياسي والاجتماعي الأخير، يثمنون الدور التاريخي الذي لعبته وتلعبه حركة 20 فبراير التي ضخت دماء جديدة في شرايين مطلب التغيير ومحاربة الفساد ورموزه وهم يعتبرون ذلك مكسباً لجميع الديمقراطيين والتقدميين، ومن تم يعلنون انخراطهم في معركة التحضير للاستحقاقات القادمة باسم جميع مناضلي ومناضلات الدارالبيضاء. كما يحتفظون بحقهم في اتخاذ كل الأشكال والمبادرات النضالية اللازمة لتأمين المرور إلى انتخابات حرة ونزيهة بهذه المدينة المناضلة.