المجلس الوطني الانتقالي الذي يقوم بمهام تسيير المرحلة الانتقالية في ليبيا، ستكون أمامه أولوية أساسية: استئناف الإنتاج النفطي، المتوقف تقريبا منذ بداية الثورة في فبراير، وعودة الإنتاج الليبي لما قبل الثورة (1,6 مليون برميل) في أسرع وقت ممكن. فعائدات النفط تشكل أهم موارد الميزانية التي تبلغ 168 مليار دولار. الشركات النفطية بدورها تستعجل العودة الى ليبيا: وشركات التكرير تتنافس على هذا الخام الذي تعتبره من أجود الأنواع، نظرا لضعف محتواه من الكبريت والذي يصعب تعويضه بإنتاجات أخرى. فالدولة المتزعمة للتحالف الدولي ضد نظام معمر القذافي، في طليعتها فرنسا، ستستفيد من هذا الدعم العسكري. ساركوزي الذي يحتج بقوة في المجالس الخاصة ضد من يروجون لفكرة أنه دخل الحرب من أجل البترول. بينما يتعلق الامر في نظره بحملة عسكرية ضد دكتاتور. ومع ذلك فالشركات الفرنسية قد تستفيد من هذا الدعم العسكري والسياسي للثوار منذ البداية. في مقدمة هذه الشركات، شركة طوطال، فهذه المجموعة لها تواجد ضعيف في ليبيا، ولا تمثل سوى %2,3 من إنتاجها العالمي من المحروقات، ولكن إذا كان الأمر لا يتعلق ببلد استراتيجي، فإن جميع مناطق الاستكشاف تبقى مهمة بالنسبة لشركة تريد زيادة إنتاجها بنسبة %2 سنويا ما بين 2010 و2013 في سياق أصبح فيه اكتشاف واستخراج النفط صعبا أكثر فأكثر. هل كانت لمسؤولي الشركة الفرنسية اتصالات مع الثوار خلال الحرب؟ »»نحن حذرون»« يقول مسؤولو الشركة ويقولون بأن »المناقشات كانت جارية قبل الحرب من أجل الحصول على مواقع استكشاف، أما شركة ماراطون أويلالامريكية، فيؤكد مسؤولوها بأن مناقشات أولية بدأت مع المعارضة الليبية. أما شركة بريتش بتروليوم فيؤكد مسؤولوها أنهم سيرسلون ممثلين عنهم متى سمحت الظروف الميدانية. أما شركة إيني الإيطالية، الأكثر تواجدا في ليبيا، فإنها عاملة على قدم وساق. استئناف الإنتاج وإصلاح البنيات سيتطلب وقتا طويلا. بينما الشركات ستكون مضطرة للعمل في ظروف محفوفة بمخاطر عدم الاستقرار. فقبل الحرب كانت ليبيا قد حددت هدف إنتاج 3 مليون برميل يوميا في أفق 2013. واليوم أصبح هدف العودة الى مستوى إنتاج ما قبل الثورة (1,6 مليون برميل)، تحديا حقيقيا. ويقول المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي فرحات عمر قيدارة «»لدينا كفاءات في قطاع النفط منذ الخمسينات، وأعتقد أن ثلاثة الى أربعة أشهر ستكون كافية لاستئناف الإنتاج««. ولكن ماذا بعد؟ بالنسبة لمكتب الاستشارة وودماكينزي، فإن العودة الى الوضع العادي قد تستغرق ثلاث سنوات. فقد كان العراق بحاجة لأربع سنوات ليستعيد إنتاجه لما قبل الاجتياح الامريكي سنة 2003. وحسب بنك الأعمال غولدمان ساش، فإن ليبيا لن تتمكن من إنتاج أكثر من 585000 برميل يوميا نهاية 2012، بينما لن ينتج أكثر من 60 ألف برميل يوميا. الأسواق البترولية ترحب بنهاية الحرب في ليبيا. فالإنتاج الليبي لم يكن يمثل أكثر من %2,2 من الإنتاج العالمي ولكنها تتوفر على %3,3 من الاحتياطات النفطية العالمية وهو ما يجعلها في صدارة الدول الافريقية. تراجع الإنتاج الليبي ألهب أسعار النفط في بحر الشمال (برنت) وبلغ الى 125 دولار للبرميل في نهاية أبريل. وبعد اندلاع الحرب، بدأت الدول الغربية محادثات سرية مع الوكالة الدولية للطاقة من أجل تقييم مخاطر حصول نقص. ويوم 23 يونيو قررت الوكالة الدولية توفير 60 مليون برميل من احتياطاتها الاستراتيجية من أجل تغطية الاضطرابات الناتجة عن توقف الإمدادات البترولية الليبية، وكان هذا القرار مفاجأة كبرى للأسواق. لكن نهاية الحرب ليست ضمانة لتهدئة الأسعار. فاستقرار وصلابة النمو العالمي سيكون عاملا حاسما. وخلال التداولات الإلكترونية في آسيا الأربعاء الماضي، قارب سعر برميل برانت 110 دولار. لكن انهيار نظام القذافي يمكن أيضا أن يلهب آمال شعوب أخرى، ويسرع من وتيرة سقوط دكتاتوريات أخرى، وبالتالي يؤدي الى ارتفاع جديد للأسعار. عن ليبراسيون واشنطن تعلن أن أسلحة الدمار الشامل الليبية «في مكان آمن» أعلنت وزارة الدفاع الامريكية الاربعاء أن مخازن أسلحة الدمار الشامل في ليبيا، وخصوصا كميات غاز الخردل، «مؤمنة» . وردا على سؤال عما إذا كانت اسلحة الدمار الشامل الليبية وخصوصا اكثر من عشرة اطنان من غاز الخردل في مكان آمن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع ديف لابان « «نعم» .ورفض المتحدث اعطاء تفاصيل حول هذه الاسلحة الكيميائية، مكتفيا بالقول إنها «أسلحة ومواد خطرة (...) ونحن نبقي مراقبتنا قائمة» . واكد المتحدث الامريكي ان لا خطط على الاطلاق للولايات المتحدة لإرسال قوات امريكية الى ليبيا لحماية الاسلحة الكيميائية. وكان نظام العقيد معمر القذافي انضم العام2004 الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، إلا انه كان لا يزال عليه أن يدمر11.25 طنا من غاز الخردل عندما اندلعت الاحداث في ليبيا في فبراير الماضي. وتفيد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية انها سبق ودمرت3563 قنبلة أو صاروخا أو قذيفة قادرة على حمل مادة غاز الخردل. ومخازن غاز الخردل موجودة في الرابطة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبطرابلس، كما أنها موجودة في الجفرة جنوب سرت. من جهة ثانية، أعلن المتحدث الامريكي ان هناك قلقا من وجود كمية كبيرة من الاسلحة التقليدية خصوصا تلك التي تحمل على الكتف. وقال «ان «قاذفات القنابل التي تحمل على الكتف تبقى مصدر قلق بالنسبة إلينا لأنها محمولة ».